الجمعة , 3 مايو 2024
المسجد النبوي بالمدينة المنورة

“التقلب بين نعم الله” و”ردع المتحرشين” في خطبتي الجمعة بالحرمين الشريفين

= 2243

مكة – المدينة – وكالات

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. خالد الغامدي، ان “الإنسان في هذه الحياة يتقلب بين حالتين لا ينفك عنها, فإما أن يكسوه الله لباس النعمة والسراء, وإما أن تنزع فتصيبه حالة الضراء والبؤس والبأساء, ولا يخلو أحد من بني البشر من هاتين الحالتين حتى يقضي أجله في هذه الحياة ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ).

وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إلى أن المؤمن الصادق أمام نعم الله المترادفة عليه أن يقوم لله بعبودية الشكر والحمد والاعتراف له بأنها منه وله إنها محض تكرم منه سبحانه وتفضل على عباده , ثم يشكر الله بلسانه وجوارحه ولا يستعمل هذه النعم إلا فيما يرضي الله ؛ فمن فعل ذلك فقد أدى شكر النعمة، وقام لله بعبوديته واستحق جزاء الشاكرين الحامدين فلا تدوم النعم وتبقى إلا بالشكر لله عز وجل وحفظها وعدم البطر بها.

وأشار الشيخ الغامدي, إن عبودية الضراء بالصبر والمصابرة تثمر للعبد أفانين الرضا والحبور والسكينة في صحراء البلاء وشدة الضراء، وتستمطر رحمات السماء وغيث اليقين والروح لتروي جفاف البأساء ، وقحط المحن والابتلاء فإن المسلم إذا صدق مع الله في تحقيق عبوديته، فإن المحن تكون في حقه منحاً ، وتنقلب الآلام أملاً ، والأحزان أفراحاً ويجعل الله من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجا.

وفي المدينة المنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، أن من الجرائم التي تئن المجتمعات من ويلاتها ويجمع العقلاء على أهمية رفد واقعها جريمة التحرش بالأعراض التي تفضي إلى الوقوع في المحظور بالغواية والإيذاء والخداع وهو سلوك منبوذ وإفساد مقيت يعمل على تهييج العواطف وإثارة الغرائز.

وأضاف الشيخ الثبيتي، أن هذه الجريمة لها أضرار بليغة يكمن ضررها الأكبر في الوقوع فيما حرم الله وزعزعة المجتمع والأمراض النفسية للضحية التي قد تصل إلى الانزلاق في دركات الشر أو الانتحار ، وقال “إن ردع المتحرشين المستهترين العابثين واجب شرعي وضرورة اجتماعية، قال الله تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً كبيراً ) ، وقال صلى الله عليه وسلم (( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه )).

وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، أهمية متابعة سلوكيات الأولاد، والاهتمام بتفاصيلها، لا سيما حين تتشكل سلوكيات مريبة، وقال: “إن مقاومة جريمة التحرش وكل الجرائم مسئؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع ومن لم يردعه القرآن ونداء الإيمان فلا بد حينئذ من سوط السلطان وقد جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ” إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن “.

 

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 3340 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.