الأربعاء , 11 ديسمبر 2024

داليا جمال تكتب: الكشك يتحدى القصر!

= 7143

بلا أدنى شك لو أن البارون امبان مؤسس ضاحية مصر الجديدة أجمل وأعرق أحياء القاهرة، وصاحب قصر البارون المطل عليها بعظمة هندسته المعمارية لو كان يعلم ما سيلاقيه هذا القصر على أيدينا. . كان سيفكر ألف مرة قبل أن يفضل مصر عن موطنه الأصلي بلجيكا لتضم تحفته الفنية قصر البارون. أو كان كشف رأسه ودعي علينا من قلب مؤمن، طالبا من السماء أن تصب غضبها على أصحاب الأفكار المستفزة التي تجري في محيط قصره المنيف حاليا.
فالقصر الذي عانى من الإهمال لعشرات السنين وترك للصوص والمشردين، وحفلات الشواذ، وعبدة الشيطان.

إلى أن انتبهت له الدولة وأعطته حقه من الاهتمام أخيرا، فرصدت لترميمه مبالغ طائلة بلغت ١٧٥ مليون جنيه ليعود له رونقه.

ورغم تحفظ بعض الخبراء بأن الترميم لم يكن بالمستوى اللائق إلا أنني وللأمانة فرحت جدا بفتح أبوابه للزوار كما تفتح القصور التاريخية الأثرية بدول العالم المتقدم. . إلا أنني فوجئت بقيام وزارة الآثار بالسماح بعمل أكشاك داخل القصر لتقديم المأكولات والمشروبات وشحن المحمول والسجاير طبعا (كشكي بقي وأنا حر فيه ) نطلع كراتين شيبسي ونرص صناديق ( الأزوزه ) قدام الكشك براحتنا. وعربيات البضاعة النصف نقل تدخل وتخرج جوه القصر براحتها. . إحنا مش لينا كشك جوه؟

ومافيش ما يمنع إن الكشك يركب سماعات دي جي ويشغل مهرجانات مزعجة أومال الزوار هتاخد بالها منه إزاي !

أليست هذه سلوكياتنا وأكشاكنا. . وللعلم الأكشاك من كترها ما فيش حد عارف عددهم ولا بنوع الآثار أنفسهم والعجيب أن مسؤولي وزارة الآثار يبررون وجودها بأنها أكشاك معدنية!

يا سلام!

وهي هاتفرق معدنية من خشبية من خرسانية حتى؟ السلوكيات والمنظر غير لائق موجود. . إهانة الأثر التاريخي بتلك الأكشاك موجود.

أرجوكم. . . اتركوا القصر بحديقته وبرونقه الجميل، فمساحته بحديقته المحدودة، وفترة وحجم الزيارة لاتسمح بالجوع أو العطش، والقصة مش مستاهله تجارة وبزنس.

وإن كان ولابد ارفعوا قيمة تذكرة الزيارة لكن أبقوا على المكان راقيا. . كرقي من بناه وأوصي أن يدفن في مصر حبا فيها. . فياريت نكون بنفس الأصالة والجدعنة وبناقص من الكشك الذي يقلل من قيمة القصر. . أقصد الأثر.

————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: بعد سقوط سوريا.. الشرق الأوسط إلى أين؟

عدد المشاهدات = 2026 بعد ما حدث في سوريا وسقوط مدنها واحدة تلو الأخرى، حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.