الأربعاء , 24 أبريل 2024

منى العزب تكتب: وللصمت معني آخر..!

= 2462

Mona Azab 3


لا يختلف اثنان في مصر علي وجود الفساد. حتي المشاركون فيه لاينفون وجوده. إلا أن سيناريو أزمة تصريحات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات يعطي انطباعا بأن الهدف من تشكيل لجنة تقصي الحقائق كان الرد علي تصريحات جنينة، وليس كشف حجم الفساد أو السعي لمواجهته.

 قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بعد تصريحات المستشار جنينة تصرف جاد ومحترم من رئيس دولة يسعي الي كشف مواطن الفساد لتعقبها. وإنما إعلان نتائج تقرير اللجنة علي الرأي العام قبل إرسالها الي جهاز المحاسبات للرد عليها يؤكد أن الهدف من اللجنة لم يكن التحقق من أرقام الفساد، وإنما تبرئة ساحة الدولة منه والسعي لإيجاد رد علي المستشار جنينة. فالدولة وجهاز المحاسبات ليسا طرفين متصارعين،  وإنما يفترض أنهما يعملان معا – كجبهة واحدة – لمواجهة الفساد.

تصعيد الأحداث ضد جنينة وملاحقته قضائيا قد يمثل ردعا لمن تسول له نفسه كشف الفساد،  وتمهيدا  للمزيد من الفساد والإفساد. وإذا كان إعلان أرقام  غير صحيحة جريمة لكان علينا محاسبة الوزراء علي أرقامهم التي لوكانت صحيحة لكان المواطن المصري فوق مستوي الفقر منذ سنوات. وما سر الحماس الشديد من الدولة وبرلمانها وقضائها لمحاسبة رئيس جهاز المحاسبات علي أرقامه المعلنة؟ وأين كانت تلك الهمة من تصريحات الوزراء؟

 حظر النشر في هذه القضية ومن قبله منع إذاعة جلسات البرلمان يعكس اتجاها للردم فوق الحقائق لا يتناسب مع ما نتوقعه بعد خمس سنوات من ثورة يناير. فمن حق الرأي العام الذي أعلنت لجنة تقصي الحقائق تقريرها له،  دون أن ترسله للجهة المعنية به أصلا – وهي جهاز المحاسبات – ان يعرف رد الجهاز علي التقرير الذي ما ان صدر حتي لحق به قرار حظر النشر. كما ان من حقه ان يعرف أيضا حجم الفساد الحقيقي الذي تم رصده، والذي يفترض انه يقل كثيرا عن أرقام جنينة، في حين أننا جميعا نعلم أن حجم الفساد الحقيقي أكثر بكثير لأن هناك الكثير من حالات الفساد لم يتم كشفها.

يا سادة حظر النشر في هذه القضية لن يزيدها إلا اشتعالا ويعطي انطباعا بان هناك ما يستحق الإخفاء. وإذا كان لإعلان الحقائق معني فإن للصمت معني آخر.

***

 أنا شاركت في ثورة يناير.. نعم شاركت ولي الشرف وأؤمن يقينا ان مطالب الثورة ستتحقق يوما ولن تضيع دماء الشهداء سدي. فللثورة شعب يحميها، وسوف يأتي اليوم الذي تصل فيه الثورة إلي موقع الحكم. السؤال الآن: لماذا انقلبت الأمواج وارتفع من قذفت بهم أمواج الثورة إلي الأعماق ليطفو من جديد فوق سطح الأحداث كالجيف.

——–

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1913 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.