حياتي اليوم
أكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، أن الإسلام وضع المرأة في مصاف الرجال من حيث التكاليف ومن حيث الجزاء، فلم يجعلها من حيث التكاليف مهملة، وكذلك أيضًا من حيث الجزاء؛ فالمرأة مطالبة بالإيمان، ومطالبة بالعمل الصالح، ومطالبة بالأخلاق الفاضلة، ومطالبة بالدعوة إلى كل ذلك، فالله سبحانه وتعالى يبين وظيفة المؤمنين والمؤمنات في هذه الحياة، عندما يقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فالمؤمنون والمؤمنات يشد بعضهم إلى بعض صفة الولاية، هذه الولاية فرضها الله سبحانه وتعالى لمن تجمعهم هذه الخصال المذكورة في الآية الكريمة، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله، بحيث أن الله تعالى في هذه الآية بدأ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قبل أن يذكر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، مع ما في إقام الصلاة من أهمية.
وأضاف الخليلي في محاضرة بعنوان «المرأة ودورها في ترسيخ القيم»: «إن الله سبحانه وتعالى أمر بالتكاليف المختلفة، التكاليف العامة المشتركة، والعبادات على اختلافها ويشترك في ذلك الذكور والإناث؛ فإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام؛ كل من ذلك يكلف به كل من الذكر والأنثى، كذلك المعاملات والأخلاق وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن العشرة مع الأزواج، والعلاقة الحسنة مع الناس، والكلم الطيب والعمل الصالح، كل من ذلك يندرج فيه الذكور والإناث.
وقد وعد الله سبحانه وتعالى الصنفين، فجعلهم في الجزاء سواء، «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا».
ويقول الله سبحانه وتعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» الكل إنما هم موعودون بهذا الجزاء العظيم، الجزاء الوافر، جزاء لا يتصور، جنة عرضها السموات والأرض، الكل يشترك في ذلك، المؤمنون والمؤمنات جميعًا، إن وفوا بما عليهم من الحقوق، وقاموا بالتكاليف الواجبة، التي نيطت بهم، وتابوا إلى الله سبحانه وتعالى التوبة النصوح، فإنهم جميعا يؤوبون جميعا إلى هذا الخير.
وهذا بطبيعة الحال يحفز الهمم، لأنه متعلق بوعد عظيم، وعد الله سبحانه وتعالى، الذي لا يخلف الميعاد. هذا التعلق هو الذي يحفز الهمم إلى الخير.