الخميس , 25 أبريل 2024

يارا الهادي تكتب: ‎النعم لا تدوم!

= 1338

‎آمن بأنك لن تتكرر، لا يوجد مثلك في الحياة… بأنك جميل… وليس الجمال جمال الوجه… بل في قلبك الدافئ… في سلامك النفسي… قد لا تكون مثالي لكنك لم تؤذ أحدا، لا تنقض عهدا، ولا تخون وعدا… ولا تستطيع أن تري الكسره في أعين أحدا بسببك… لا تجيد الرحيل ولا التخلي…

‎من غادرك دون سبب سيعود ذات يوم بأسباب عدة ينوي العودة، يشعر بقيمتك عند الفراق، يحن لبراءتك في الحب، تطحنه الذكريات، ويعتصر قلبه لما فعل ذلك، وأنت لا تستحق ذلك العناد الغير مبرر… وأن غادرك دون سبب، سيفعل من جديد… بل سيفعلها بعد ذلك مئة مرة… لا تعط الفرصة لمن أضاعها مره باختياره… لأنك ستعتاد إعطاء الفرص بعدها… لا أنت تستحق أن تسامح بعد كل غياب… ولا يحق له العودة بعد كل هذا العذاب… لا تنسي تلك المرات ذلك الأسود تحت الجفون… ذو أظافر مقضومة… ذو ليال باكية… وكتابات تشتعل فيها النيران مع كل حرف يكتب… ذو وسادة لا تجف من فرط البكاء… ذو رسائل نمحوها عند آخر دقيقة بدافع الكبرياء كلها خيبات لا توضع فى خانة الحب… بل في خانة العشم فيما لا يستحق ذلك الشعور الرائع…

تمضي الطريق بعد النهاية مثقلا بجبال من المشاعر… لا تعرف كيف تسير بها… أوكيف تتخلص منها… تبدأ الرؤية أمامك في الاتضاح بعد كل الأحداث تكتشف بأنك لم تكن غبيا بل ذو عشم… كنت تلغي من قاموسك كل احتمال سئ تجاه أحدهم وترفع سقف توقعاتك تجاه نفس الشخص… وتمضي الطريق بأعين معصوبة… ليس غباء منك إنما كان حبا صادقا وعشما… يمكن للحب أن ينسي… ذاك العشم نفسه لا يختفي بل ظل حاضرا كشاهد عيان، ليخبرك بأن الحب ينسي لكن خذلانك ذاك الخنجر يجرح في قلبك بعد الفراق… تذكر أنه تركك في منتصف الطريق حائرا لا تدرى أى الطرقات تسلك… لتعلم أن بعض المعارك أحيانا خسارتها شرف… ليس هزيمة بل هو المكسب الحقيقي… أنت تعتقد انك الضعيف المهزوم… لكن حقيقة الأمر انك الرابح الوحيد في تلك المعركة…

صدقوني… الحياة تستحق منك أن تستمر لان بدونك لا حياة ولا حب… عليك أن لا ترضوا بفتات مشاعر… ولا بشبه حب… لا زال في الدنيا حب يستحق من أجله أن نحافظ على قلوبنا لغايه وصوله.

‎لولا الذكريات السيئة التي مررنا بها في حياتنا… لما عرفنا بقيمة الذكريات الجيدة… لولا قصة الحب التي أوجعتنا. ما كنا لنستطيع أن نقيم مشاعرنا ونقيم الشخص الذي امامنا… لولا أننا اخترنا الخطأ لما كان باستطاعتنا أن نختار الصحيح عن منطق وتفكير عميق… مقابل ذاك الجانب الأسود في حياتنا… لنري الجانب الأبيض في الضفة الأخري… بعد الألم نعرف قيمة ومعني الراحة… وبالحزن نعرف قيمة الفرح… فما هي الإ درسا يعلمنا معني الحياة… ولما نحن هنا… وأن نتعلم فالحياة تستحق أن نعيش ونخرج أقوى وأنضج بعد كل تجربة…

تعلموا أن تقبلوا انفسكم كما هي… بقصص حبكم الفاشلة… وعلاقاتكم الفاشلة… بكل شئ فيها لان بداية نجاحك هي نتيجة لفشلك… إن عطاء الله للعبد ليست في السعادة… لان السعادة شعور مؤقت… إنما العطاء هو الرضي… اللهم الرضا لكل شئ.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2973 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.