الجمعة , 29 مارس 2024

داليا جمال تكتب: حتي تحيا مصر!

= 5219

مفارقة عجيبة يصعب علي عقلي البشري فهمها!
في الوقت الذي قدم فيه المسؤولون للسيد الرئيس تقريرا يؤكد أن مستشفياتنا الحكومية تعاني من نقص حاد في أعداد الأطباء نتيجة، استقالاتهم، أو سفرهم للعمل بالخارج، نفاجأ بأن مكتب التنسيق يعمل علي تقليص عدد المقبولين بكليات القطاع الطبي، وتقليل أعدادهم عاما بعد عام داخل كليات الطب في مصر!
التنسيق حجب مقاعد كليات الطب عن الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، وقدمها على طبق من ذهب إلى الوافدين الأجانب من جنسيات مختلفة وبمجموع أقل!
والفرق إن الوافدين الأجانب يدفعون مصروفاتهم الدراسية بالدولار.
وفي الوقت نفسه يضطر المصريون لإرسال أبنائهم المتفوقين الذين لم يجدوا مكانا في كليات الطب الحكومية في مصر، لدراسة الطب في الخارج بمبالغ طائلة وبالدولار أيضا!
والنتيجة أننا سنصحو ذات يوم قريب لنجد مصر حرفيا بلا أطباء، وربما نضطر للاستعانة بأطباء من دول أخرى!
لأن خريجي كليات الطب المصرية من الوافدين الأجانب هيسافروا لبلادهم، أما أولادنا الذين درسوا الطب بالخارج فهم غالبا لن يعودوا للعمل في مصر.
وبرغم خطورة هذا الاحتمال، إلا أن تجنبه سهل!!
وحلها عند معالي وزير التعليم العالي وهو طبيب وأستاذ من أساتذة الطب العظام في مصر، ويمكن بحرفيته وذكائه المعهود أن يضبط المعادلة المقلوبة، ويستبدل أعداد الوافدين الأجانب بطلبه مصريين ممن حرمهم التنسيق من تحقيق حلمهم بدخول كليات الطب الحكومية لانخفاض مجموع درجاتهم ١٪ أو ٢٪ عن درجات القبول، مقابل سداد مصروفاتهم الدراسية بالدولار!!
بدلا من دفع مصروفات دراستهم بالدولار بالخارج. وأعتقد أن هناك الكثير من أبناء المصريين العاملين بالخارج وأبناء رجال أعمال ممن يحلمون بدراسة الطب في قلاع الطب الحكومية وهم على استعداد لدفع أكثر مما يدفع الوافدين… وجحا أولي بلحم ثوره.
فالخطر الذي غاب عن مجلس تنسيق الجامعات أن أعداد الطلاب المصريين داخل كليات الطب في مصر أصبحت رمزية، ولن تكفي أبدا لعلاج مائة مليون مصري حتى لو أضفنا إليهم طلاب كليات الطب الخاصة وعددهم من ١٥٠ إلى ٢٠٠ طالب بالكثير في الدفعة… لعدد جامعات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.
إن الأمر جد خطير…
ويحتاج إلى الطبيب الماهر (د. خالد عبد الغفار) ليستأصل الوافدين من كليات الطب بجامعاتنا… لحماية صحة المجتمع المصري… وحتى تحيا مصر.
—————–
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6703 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.