الجمعة , 26 أبريل 2024
د. ريهام الرغيب

فتاة ناعمة كأنها البدر.. قراءة في لوحة “الجميلة” للفنان محمد الشيخ الفارسي

= 2187

 

بقلم الناقدة التشكيلية: د. ريهام الرغيب

الفنان الصغير.. اسم لبرنامج لاقى استحسان العديد من متابعيه.. هي تلك الساعة التي ينتظرها الأطفال بشغف ليتعلموا آخر صيحات الفن والابتكارات والمفاجآت بمفهومهم الفني البسيط. فقد كان الفنان يعد ويقدم البرنامج أسبوعيا، يعلم الأطفال طرق الطباعة بالممحاة والتصميمات الشعبية الكويتية الأصيلة كرسم الثوب والبخنق، وهو عبارة عن الزي الرسمي القديم للفتيات، وتعليمهم أيضا كيفية صقل موهبتهم، وكيفية خط حروف لغة الضاد. ويرعى البرنامج المواهب الفنية للأطفال ويتولى توجيههم وعروض رسوماتهم منذ عام 1977، وترك الفنان الصغير أثراً لا يزال مغروسا في قلوب ذاك الجيل وتشوقهم للحظة عرضه لكي يتعلموا الأفكار والإبداعات البسيطة وطريقة تنفيذها بمنتهى البراءة.

لوحة الجميلة…

العمل عبارة عن فتاة ناعمة كأنها البدر في طلتها، جالسة في لقطة بمنتهى الشاعرية في قمة الخجل والدلع، تجلس منحنية الرأس إلى الجانب الأيمن بطريقة مقصودة، وشعرها الكستنائي المنتفش ذو إحساس غزير بحركة دائرية.

اكتسب الأسود ذاتية في العمل الفني، والحرفية في اللعب به وكثافته، تارة نرى اللون الأسود المخملي القاتم شديد السواد، فحمي الإحساس، وتارة بإحساس الشفافية الخفيفة. رداء الفتاة رمادي فاتح نقطت عليه بقع سوداء مرتبة، وخطوط ناعمة أفقية وكذلك ساقها يغطيهما نفس التكنيك الموجود في الجزء العلوي للرداء. وفي الجهة اليسرى أعلى اللوحة بعض الخدوش العشوائية غير المرتبة، ولون شعر الفتاة الكستنائي الذهبي، والأحمر المتوهج في شفتي الجميلة كسر القواعد في إحساس وجداني عالٍ.

نلاحظ الخط المائل في العمل بدايته عند قمة رأس الفتاة حيث بداية خط مفرق الشعر وهو مكتمل الإحساس مع نصف وجه الفتاة، ويتواصل إلى خط ثدي الفتاة في المنتصف متوازيا مع الخط الخارجي لشعر الفتاة من الجانب الأيسر منتهيا عند ملامسته لركبة الفتاة، وخط الساقين الأفقي، كما نلاحظ البناء الراسخ الهرمي المائل إلى الناحية اليمنى من العمل الفني الذي قمته رأس الفتاة أضفى ثقلا على البناء الفني للجميلة، إضافة إلى تدخلات المحاور المنحنية بجسد الفتاة داخل تكوين جسد الفتاة.

ونلاحظ ذلك الخط الخارجي على شكل مثلث يحدد جسد الفتاة في وضعها الجالس، راسماً المعادل البصري لفكرة الصفاء. ونلاحظ مركز التكوين متلامسا مع الخط الفاصل بين ثديي الفتاة، فلوحة الجميلة ذات إحساس خجول، وخطوط معبرة في بساطة أنثوية.. رسمها الفنان في حالة معينة.. معطيا الإحساس بكتلة الجسد والملمس, فالبناء الفني للوحة فيه محور هرمي رئيسي، تشكلت داخله انحناءات أنثوية جسدت تفاصيل جميلة الفنان محمد الفارسي.

نبذة عن الفنان محمد الشيخ الفارسي (1948):

ولد الفارسي في دولة الكويت، وبعد إنهائه الشهادة الثانوية توجه الى القاهرة في عام 1974، وحصل منها على بكالوريوس الفنون والتربية. وحصل الفنان على عدد من العضويات من جهات مختلفة، منها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، والرابطة الدولية للفنون في باريس. وشارك الفارسي في معارض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الخاصة والعامة منذ عام 1976، بالإضافة إلى عدد من المعارض التشكيلية الجماعية المحلية، ومعارض جماعية في دول مختلفة، كقطر، وعمان، والإمارات، واليابان، وإسبانيا، ويوغسلافيا، والقاهرة، وتونس، والمغرب، وفرنسا. وأقام عددا من المعارض الشخصية منذ عام 1975، وحصل على عدد من الجوائز الفنية كجائزة الشراع الذهبي، والميداليات الذهبية، والدانة الذهبية في معارض 25 فبراير. بالإضافة إلى عدد كبير من شهادات التقدير والمقتنيات من قبل جهات مختلفة بدولة الكويت وخارجها.

————————–

dr.alraghaib@gmail.com

شاهد أيضاً

الجمعة المقبل.. افتتاح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024

عدد المشاهدات = 8790 مسقط، وكالات: تشارك سلطنة عُمان يوم الجمعة القادم بجناح في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.