الجمعة , 29 مارس 2024

حسين المعمري يكتب عن: أطروحات الفتنة !

= 3640

Hussain Mamary 2


نحن ولله الحمد والفضل والمنة نعيش في بلد عرف عنه التعايش والتسامح الديني حيث يعيش فيه جميع الأطياف و المذاهب بدون أن يسيئ أي طرف للآخر أو ينتقص منه وهذا هو سر الإستقرار و الرخاء الذي تنعم به بلادنا وجعلتها بمنأى عن ما يشهده الوطن العربي من صراعات مذهبية و تطرف ديني. ولكن للأسف الشديد ظهرت في الآونة الأخيرة بين الفينة والأخرى بعض الأطروحات من البعض تتعارض مع قيم ومبادئ التسامح والتآخي وتؤجج الفتن الطائفية من خلال التعرض والتهجم على رموز دينية وتكفيرها أو إلصاق بهم ما يحدث في الوطن العربي من حروب ونزاعات سياسية تقودها جماعات إرهابية متطرفة تنسب وتبرر ما تقوم به من أفعال إجرامية لفتاوي قد تكون منسوبة لأولئك الرموز الدينية مع إحتمالية عدم صحتها أو قد تكون تلك الفتاوي صدرت منهم في ظروف مختلفة لا تتناسب ولا تنطبق على الأوضاع الحالية كذلك قد تبرر تلك الأفعال الإجرامية اللإنسانية من خلال الأحاديث الموضوعة والتى بلا شك قد تكون موجودة وبحاجة لتمحيص!

المؤسف في الأمر، أن يستغل البعض مثل هذه الظروف التي تحدث في بعض الدول العربية الشقيقة فيقوموا بطرح مواضيع مغرضة تجرم طرف وتبرر موقف الآخر، وهذا مما لا شك فيه يتعارض مع مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير والذي تتبعه الحكومة كنهج ثابت في سياستها الخارحية وتعاملها مع القضايا الدولية، ومما تجدر الإشارة له هنا كما أسلفت أن مثل هذه الممارسات التي تعمد لتشوية صورة تلك المدارس الدينية والإساءة لرموزها الدينية يثير حفيظة الأتباع أو المنتمين لتلك المدارس الدينية سواء في البلد او غيرها مما يدفعهم للرد، وهنا تبدأ وتنشأ الفتن والصراعات المذهبية حيث يقوم كل فريق بإلقاء التهم على الفريق الآخر أو تكفيره!

في النهاية.. ما وددت التطرق و التنويه له في هذا الصدد، أن الدخول في مثل هذه النقاشات قد ينظر له البعض أنه انتصار لرأي وحجة أو دعم لنهج وفكر معين، ولكن في المقابل قد تكون له تبعات على الفرد والمجتمع من حيث لا يدرون فقد يخسر من يقحم نفسه في مثل هذه المتاهات معزة وتقدير أشخاص كانت تربطهم بهم أواصر وعلاقات طيبة وإن كانوا ينتمون لمدراس دينية مختلفة، أيضا في أغلب الأحيان من يزجون بأنفسهم في مثل هذه الجدالات يكونوا عرضه لتأويل كلامهم وطرحهم بصورة قد تكون غير مقصودة والنتيجة خلق عداواة وأحقاد و ضغائن من أشخاص قد لا يربطهم بهم أن نوع من التواصل!

وهذا بلا شك له الأثر السيئ على المجتمع واستقراره ولحمته الوطنية.
——————-
* كاتب المقال محاضر جامعي من سلطنة عمان.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6698 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.