حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
“يوناني” لمن لا يعرفه هو شخصيه شديدة الغرابة . رجل لم يكمل تعليمه . وربما لم يتعلم أصلا، لسانه حلو بينقط سكر،. قادر ياكلك بكلمتين ، أو بالبلدي يلفك علي صوباع إيده الصغير في دقيقتين ويربط دماغ أجدع زبون، سواء كان بيه او باشا ، مهندس أو دكتور ، أيا كان منصبه !
مقره دكان متر في مترين مجرد واجهة لنشاطه الفعلي ، كأشهر سمسار للشقق والعقارات والفيلات الفاخره، في مصر الجديده وضواحيها ، زبائنه من المشاهير وأصحاب السعاده والنفوذ ، اللي أي حد فيهم لابد يحتاج في يوم من الأيام لخدماته في بيع أو شراء عقار، شقة ، مزرعة ، ومافيش حاجة تستعصي علي يوناني وقدراته الخارقةه في البيع والشراء !
بلا فخر ..هو رجل قادر فعليا أن يبيع لك التراب ويعمل له ثمن ! ونظرا لما حققه من نجاح في مهنة السمسره ، تحول يوناني من مجرد سمسار عقارات إلي نجم مطلوب بالإسم ، يحدد للزبون مبلغ سمسرة خيالي كشرط لإتمام أي بيعه ،ومالوش دعوه بنسب العمولة . عملا بمبدأه القائل؛ ضربة مرزبة ولا ١٠٠ خبطة شاكوش، واللي ما يعجبوش .
وبيعه ورا التانية..وزبون ورا زبون تحول السمسار الي رجل اعمال وشريك في عمارات فاخرة في مصر الجديدة وضواحيها . نمسك الخشب . يكسب ملايين بشطارته (وماله) لكن كل ده ومصلحة الضرائب ووزارة المالية لا تعرف عنه حاجة ولا واخده بالها من يوناني وأمثاله !! وكل تركيزها مع الموظفين، والدكاترة، فقط انما يوناني وأقرانه مكاسبهم حلال عليهم ، وحرام علي مصلحة الضرائب !!
لا حد بيسألهم ولا يحاسبهم ولا فيه فواتير بيقدمها بائع ولا مشتري تثبت أموال السمسرة اللي اخدها في جيبه بالهنا والشفا !!
ياتري .. معالي وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب يعرفوا ان يوناني وأمثاله زي المنشار .. طالعين واكلين ..نازلين واكلين . وضرايب مش دافعين!!
ولا هتفضل حقوق الدولة حلال علي يوناني ..وحرام علي مصلحة الضرائب؟
———-
* مدير تحرير أخبار اليوم.
