الخميس , 28 مارس 2024

نهى هنو تكتب: صفعات الخذلان..!

= 3651

صفعات الخذلان تماما تشبه الطفل الذى يجرى مهرولا مُسرعا إلى أمه فبدلا من ان تحضنه فتنهره و تلفظه بعيدا عنها بعد ان كان خائفا يبحث عن لحظة أمان واحدة من غدر و قسوة هذا العالم فيتلقى صفعة على وجهه.

تلك اللحظة التى يتبدل و يتغير فيها كل شئ و لن يعود فيها ذلك الطفل مُجددا كما كان ابدا مهما فعل و مهما حاول من صفعه ان يصلح ما افسده ،هكذا هو الشعور عندما نتعرض للخذلان و تبدأ معنا رحلته الطويلة إلى ان نقرر التعافى من اّثاره.

إن الندوب التى يتركها الخذلان عميقة و مؤثرة وواضحة المعالم نفقد جزء كبير من شعورنا بالأمان و تعصف بنا المشاعر السلبية و الأفكار الهدامة و نبدأ نتساءل هل نحن حقا سيئين ،هل نحن غير كافيين ،هل حقا نحن لا نستحق الحب ،مئات من الأسئلة و الاحاسيس التى تتصارع داخلنا إلى نجد لها الإجابة التى تكون بمثابة الشفاء لنا و هى اننا نستحق كل الحب و الدعم و اننا كافيين جدا لأنفسنا و إلى من يريد ان يشعر بذلك.

لا يوجد إنسان على وجه الارض لم يتعرض يوما لهذا الشعور القاسى و المؤلم و لكن هناك من يقرر تحويله إلى منحة و مصدر قوة و إلهام و نجاح و هناك من لا يستطيع من شدة قسوته ،انه شعور بغيض حين يشعر الإنسان بالرفض ،مشاعر موجعة إلى الحد التى تجعل القلب يقسو للأبد ،تلك المشاعر قد تودى بصاحبها إلى الجنون أو الموت و لم يكن محو اّثارها هينا أبدا ،مهما حاولت سيتبقى شئ عالقا فى ذاكرتك و قلبك،شئ ما تريد ان تداويه و لا تستطيع انه تماما كالجمر فى النار المشتعلة الملتهبة ،شديدة الاحتراق و ربما لن تحترق بها وحدك بل ايضا تحرق من حولك بها ،تخمد احيانا و تشتعل احيانا اّخرى فى محاولات مستمرة و دائمة فى إطفائها و ستنجح مرات و تفشل مرات اخرى.

إلى أولئك الذين تعرضوا إلى تلك التجربة القاسية ،امدد لكم من كل قلبى يد العون و الدعم و أعلم جيدا كيف تشعر و بما تفكر ،كيف تذهب الى سريرك ليلا و برأسك مئات الأشياء المبعثرة.

انه يمزق الروح و يجعلها تائهة، الخذلان هو اقوى شعور سلبى على الاطلاق خاصة و ان تعرض له الانسان عدة مرات ،ان محاولات التأقلم معه اشبه بمحاولات إنقاذ مريض على فراش الموت يحاولون إيقاذه من وقت لاّخر بصدمات كهربائية.

إن محاولة التعافى من تلك المشاعر هو مسئولية الضحية بكل اسف سواء ان حصل على اعتذار ام لا و لا يجب فى كل الاحوال الانتظار بل المدى قُدما فى اتجاه الحياة ،و اعلم تماما ان محاولات التعايش تتحول الى علة لا تفارق جسدك ،تريد ان تكسر جدران هذا الظلام و تخرج للنور حيث هناك تقابل السلام والمحبة ـ تعود الى فطرة الله فيك الى كل ما هو جميل و مسالم و هادئ و ان تقابل نفسك.

قد تفقدك مشاعر الخذلان الشعور بالبهجة و تعتاد الانطفاء تصبح مرافق للألم و الحزن و البكاء و الوحدة فى أغلب الاحوال.

تلك اللحظة اشبه بالعاصفة المجنونة القوية اما عن اليوم التالى فتشبه لحظات الرماد بعد ان احترق مكان بأكمله.

إلى هؤلاء أكتب..

أنتم جيديون بما يكفى للحصول على كل شئ جيد ،انتم محبوبون وأقوياء و لستم سيئين على الاطلاق ،لا تستسلمون للعنات جلد الذات و تيهة أرواحكم والبحث عن خطأ ما اقترفتموه ،اعلم ان هذا النزيف الشعورى يحتاج الى وقت طويل لمداوته لكنه حقا سيتوقف فالوقت هو العامل السحرى لكل شئ.

عليك ان تذكر نفسك بتلك الكلمات فى كل مرة تشعر فيها بالحزن على ما قد حدث و عليك ان تنهض كل صباح و تحاول فى طرق جديدة نحو التعافى و ان لا تنهزم مرتين ابدا ،فقاتل مهما كلفك الامر ،و ستشكر لاحقا تلك اللحظات الثمينة و ستكون ممتنا لها لانها جعلتك تدرك كم انت قوى و كم انت تستحق السلام، لا تدع شئ يموت فيك و انت على قيد الحياة و لا تجعل فصول حياتك كلها تتحول إلى خريف.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6473 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.