حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: إيمان سليمان
قد يعتقد البعض أنه لايمكن سماع هذهة الجملة ( لقد نفد رصيدكم ) إلا عبر الهاتف فقط أو عند نفاد الرصيد وعدم القدرة علي إجراء مكالمة لأي شخص ولكن هذه الجملة يمكن سماعها في عدة مواقف أخري إذا تمهلنا قليلا وأعدنا التفكير فيها.
وأكثر تلك المواقف التي قد تستوجب عليك سماع هذه الجملة وسوف تحزن كثيرا إذا استمعت إليها من شخص كنت تود أن لا تسمعها منه أبدا عندما ينفد رصيدك عنده فعليا فنحن البشر نملك بنكا من المعاملات ولكل منا فيه رصيد دائن ومدين وهذا الرصيد ليس خاصا بك وحدك بل هو خاص بمعاملاتك بين أفراد مجتمعك من أسرتك وأصدقائك وزملاء العمل …..الخ.
وهذا الرصيد يبدأ فتح حسابه منذ اللقاء الاول في أي معاملات شخصية أو عامة ويبدأ الرصيد في الزيادة كلما كانت المعاملات طيبة وبها مواقف تشملها الشهامة والاخلاق والتسامح وحب الخير للغير والمساعدة عند الحاجة وكل ما شابه ذلك من معاملات تكون سببا في زيادة الرصيد في هذا البنك والعكس تماما إذا كان هذا الشخص يملك لديك رصيدا ويبدأ في السحب منه بمواقف مخزية كالخذلان والتخلي عن مساعدتك في المواقف التي تستدعي هذا
لذا فإن هذا الرصيد هو مايساعد أي فردين أو أكثر على مواصلة التعامل والسير في الحياة معا أو إتخاذ القرار بالبعد عن هذه المعاملات أو العلاقات التي كانت سببا في نفاد رصيدكم عن الآخرين.
وهناك مقولة مشهورة هي أساس فتح هذا الحساب في بنك المعاملات ( كما تدين تدان / ويوم لك ويوم عليك ) وهذا البنك أيضا وبنفس الميزان عند الله لذا تاجر مع الله تربح فكلما زادت حساناتك كان الأجر والثواب وكلما زادت سيئاتك كان العقاب والحساب.
فاجتهد دائما قدر المستطاع أن تكون رابحا مع الله ثم البشر بحسن أخلاقك والتزامك بمعاملات الطيبة وتأكد أن الله لايضيع أجر من أحسن عملا وأحب لغيره ما أحب لنفسه.
أوصيكم ونفسي بهذا لعلها تكون تذكرة لنا جميعا لزيادة الرصيد عند الله ثم البشر لنحيا حياة يكون فيها الخير أكثر والجزاء أعلى من الله ومعاملات أكثر هدوءا ومحبة بين بعضنا البعض.
دمتم في حفظ الله وأمنه ،،،،
