السبت , 20 أبريل 2024

نهى هنو تكتب: عواقب الخروج من منطقة الراحة

= 1884

إذا كنت تريد أن تٌحرز تقدما فى حياتك وتعمل على كسر المألوف و المعتاد، تُحرز العديد من المكاسب وتحقق مزيد من الحصول على الفرص فى الحياة ،عليك ان تتحلى دائما بين الحين و الاّخر بكسر منطقة الراحة الخاصة لديك أو ما يسمى بالمنطقة الاّمنة إذا تطلب منك الأمر ذلك.

نحتاج فى كل مرحلة من مراحل حياتنا أن نكتشف أنفسنا و نعرف جيدا ما هى التى أصبحت عليه و نعلم جيدا ما هى الخطوات القادمة التى تحتاج إلى المخاطرة أو كسر نمط حياتى معين أو الذهاب إلى منطقة جديدة مع أناس جدد ،وربما تتعدد أشكال الخروج منها سواء بتغيير وظيفتك أو أشخاص ارتبطت بوجودهم لوقت طويل أو علاقة قضيت فيها استمرت لوقت طويل او اصدقاء قدامى ،اى كان ما اصبحت تراه لا يناسبك و تريد تغييره او الابتعاد عنه عليك إدراك ان لكل شئ فى الحياة ضريبة.

بعد هذا القرار الهام والمصيرى ستمر بفترات صعبة و مؤلمة للغاية ستفقد فيها توازنك بعض الشئ ،وربما ستعتاد بمرور الوقت على نسختك الجديدة لكن بين الحين والاّخر ستتعرض لإنتكاسات متعددة ستخرج من بعضها و تغرق فى البعض الاّخر و لكن هذا ضرورى و حتمى حتى تصل إلى مرحلة الإستقرار والنضج والنمو و هو شئ طبيعى و سيحدث بإرادتك او رغما عنك نتيجة لتغييرات الحياة و لأن التغيير هو سنة الكون و الشئ الوحيد الثابت فيه.

بعد فترة من الوقت ستدرك أنك على الطريق الصحيح لكنه يحتاج إلى الكثير من الصبر و الإرادة و الحكمة و الإدراك و كثيرا من الدعم خاصة من الٌمقربين حتى تستطيع تجاوز الكثير من الأشياء و الذكريات ،ستشعر أحيانا بنزيف فى مشاعرك و ستشعر بالضياع و أن كل شئ قد إنتهى تماما لكنها تكون فى حقيقة الأمر بداية لمرحلة جديدة تماما من حياتك و عليك محاولة تقبلها و التأقلم معها.

ربما يكون هذا التأقلم مميت أو كالمرض المزمن لكن كل شئ نعتاده يصبح تأثيره أضعف بمرور الأيام ،و سينتابك شعور بالتساءل الكثير هل كنت على صواب أم على خطأ؟و بالتأكيد أخبرك ان ترك كل شئ يؤذيك هو ما يناسبك حتما.

ستمر بكثير من نوبات الغضب و الإكتئاب و القلق و الحزن و الوحدة ، لكن كلما مر الوقت ستخلق لنفسك مناطق راحة جديدة أقل تشبثا كما كان لأنه ستدرك اكثر قلة إرتباطك بالأشياء و الأشخاص و ربما ان هذا أمر مُحزن جدا حتى و إن بات واحدا من أعظم إنتصارتك وقد يراه البعض جحودا أو أنانية أو علامة لعدم إستقرارك ،لا تبالى فهى طريقة من طرق حبك لنفسك ان تغادر دائما كل ما يؤئيك و إن تخلق لك عوالم اّخرى تشعر فيها انها تشبهك و انها قريبة من نفسك.

لن يحرز أحدا نجاح إلا بالمغامرة و تجربة أشياء مختلفة عنه و لن يتطور احد إلا بالتجربة و الخطأ و أؤكد لك انك ستجد مئات من الفرص الجديدة التى ستشعرك بعد وقت قصير ان افضل ما فعلته هو انك غادرت منطقة راحتك ، و ان لولا هذا لما تعرفت على ما تحب و تكره حقا ،سُيفتح لك اّفاقا جديدة و أبواب جديدة و ستقابل اشخاص ينتمون إلى عالمك يشبهونك فى كثير من الصفات و الأفكار ،فنحن نحتاج إلى تحريك المياه الراكدة بإستمرار.

عليك ان تنتمى إلى كل شئ يزيد من فرص تطورك و نجاحك و شعورك انك أفضل و أنك تشعر بالسعادة و الهدوء و معرفة قدراتك الخفية و إمكانيتك. إن لم تخاطر كيف ستحقق ما تريد ان كنت تريد دائما عيش نفس الاشياء التى تعيشها و كيف ستكتشف قوتك دون شعورك بالألم و الضعف و كيف تريد ان تنضج دون دفع ضريبة هذا النضج؟

وأخيرا سيصبح التغيير فى حياتك عادة فيما بعد وأسلوب حياة وستصبح تبحث عنه بدلا من رفضك له.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4434 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.