الخميس , 25 أبريل 2024

الإعلام بين فضالى وفضالى

= 2835

 

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

ربما ما دفعنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان هو تلك العناوين القبيحه التى بقرأها منذ يومين على كل المواقع … و هى باختصار خناقه بين ممثل و منتجه هى تقول انه حشاش وهو يقول انه جاء بها من الكابريهات … انشغلت كل مواقعنا الاخباريه باخبار النميمه … فى الوقت التى كان من المفروض ان تنشغل باخبار العلم فى كل مكان … ففجأه و دون سابق إنذار عرفت مصر كلها أن هناك عالمه شابه اسمها ألهام فضالى … عرفتها مصر ولكن متى ؟ ! بعد ان عرفها العالم اولا .. بعد أن قدرها العالم اولا ، وكنت قد تحدثت فى مقال سابق ان الامارات وعن طريق مسبار الامل الفضائى استطاعت ان تنقل صورة ذهنيه مختلفه عن العرب .. فتحولت الاخبار من اخبار الدم الى اخبار العلم … و على اعلامنا أن يفهم و يعى ذلك .. فما قيمة خبر مثل المتداول منذ يومين .. خبر لا يستحق حتى الحبر الذى كتب به .. فى الوقت الذى فيه اخبار نريد ان نعرفها … فهناك الالاف مثل الهام فضالى لا يعرف احد عنهم شئ.

ايها السادة … إن الهام فضالى حققت ولا شك تفوق ملحوظ .. و نجاح يستحق الاشادة .. و على الاعلام العربى بصفه عامه والعلامى المصرى بصفه خاصه ان يغير خريطة عمله … عليه ان يضع على خريطته مساحه مقبوله لاخبار مثل هؤلاء … هؤلاء الذين بذكرهم تذكر مصر … بذكرهم يرفع علم مصر … بذكرهم تتغير الصورة الذهنيه السلبيه عن مصر بل وعن العرب … هناك مئات النماذج يجب أن يتم تسليط الضوء عليهم … حتى يتخذهم ابنائنا القدوة والمثل … أبنة صديق لى و نتيجة متابعة والدها لاخبار العلم هنا وهناك اصبحت تحلم أن تصبح طبيبة قلب مثل العالمى مجدى يعقوب … لدرجة انه يحكى لى انها و فى كل مرة و هى تقلب فى القنوات اذا رأته لا تغير القناة و لا تهتم باى شئ اخر مما يهتم به من هم فى مثل سنها … يستطيع اعلامنا اذا تغيرت مفاهيمه و خريطة عمله أن يخلق تلك الثقافه فى كل ابنائنا … و هذا ليس غريب ولا بالجديد فمعروف ان الاعلام هو من يشكل ثقافة ووجدان الشعوب … فقط أن تتغير مفاهيمه و خريطه اولوياته فما قيمه ان نستيقظ من النوم على خبر الممثل الحشاش و المنتجة زبونه الكباريهات … اى فائدة ستعود علينا من هذا … لماذا نترك الذهب و نبحث عن الصفيح الرخيص … لماذا نترك الجمال و نبحث عن القبح … لماذا نترك العلم و نبحث عن العهر … لماذا نترك الهام فضالى و نبحث عن النكره فضالى الاخرى … يا قوم مالكم كيف تحكمون.

ايها الاعلاميون : لماذا لا تكونوا أداه مهمه فى أن نبدأ نهارنا بقراءة أخبار وكالة ناسا مثلا او عموم أخبار الفضاء.. لندرك أين نحن من العالم.. وأين العالم اليوم مما كان عليه أمس. ومثلما يحتاج السياسى أن يطالع خريطة العالم كل صباح.. يحتاج كل البشر أن يطالعوا أخبار العلم فى الساعات الأولى من كل يوم ليدركوا حقائق الدنيا التى تتطور فى كل فيمتو ثانية ، إن هؤلاء الشباب المُبدعين مثل فضالى وغيرها يحتاجون الى دعم إعلامى ، يٌظهر ابداعهم وعبقريتهم او على الاقل يُظهر إجتهادهم ، وهذا لا يعنى أن تتركوا باقى الاخبار ولكن إجعلوا للعلم والعلماء مساحه على خريطة أعمالكم.

أخيراً .. رسالتى لشبابنا المُبدع ، تأكدوا أن هناك من يدعو لكم عن ظهر غيب ، تاكدوا أن هناك من يريد ويتمنى لكم النجاح ليرى الامل فى نجاحكم وتفوقكم أنتم ، فأنتم الامل والرجاء.

حفظكم الله ووفقكم دائما… حفظ الله أبنائنا ووفقهم دائماً

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3597 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.