حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
اللي يزيد عن حده يتقلب ضده.. وكلما توافر الشئ وزاد عدده.. رخص وقلت قيمته.
وهذا بالفعل ماحدث لقيمة الإعلام. .. وقيمة الكليات التي تدرس الإعلام، وقيمة السادة خريجي كليات الإعلام، بعد أن أصبح عددهم يفوق عدد خريجي المعاهد الفنية، ودبلومات الصناعة!
ولأن عدد كليات الإعلام بالجامعات الحكومية يتزايد عاما بعد عام .. كما أن كليات الآداب لم تقصر، فأنشأت بداخلها أقساما للإعلام .. لتهز صورة كلية القمة لطلبة الثانوية العامة وحلم المتفوقين والحاصلين علي مجموع يقترب من١٠٠ % !
وبعد أن كان عدد خريجي هذه الكليات التابعة للجامعات الحكومية العريقة يعد بالمئات علي مستوي الجمهوريه كلها .. وكان الأساتذة بكلية الإعلام هم عمالقة ونجوم عالم الصحافة والأدب يخرجون أجيالا مثقفة ومدربة جيدا علي العمل الإعلامي، وهم من يتولون حاليا قيادة الصحف والقنوات الفضائية.
إنقلب الحال.. بعد أن فتحتها الجامعات الخاصة علي البحري، فإنشاء كلية إعلام داخلها لن يكلفها سوي مبني صغير في ركن من الجامعة حتي اصبح عدد كليات الاعلام نفسها يساوي عدد خريجي إعلام القاهرة منذ عدة سنوات!!
وهو ماسيؤدي لضعف في مستوي خريجيها وتدني قيمة المهنة.
وكفايه علينا أن يعمل بالإعلام اليوم كل من هب ودب ممن لم يدرسوا الإعلام؟
واللي كانوا هيجيبوا ضلفها علي أيديهم لولا ستر ربنا، والإعلاميين الدارسين بجد.
نعم… أنا متحيزة للكلية التي درست بها وتتملكني الغيرة علي المهنة التي أمتهنها، وانتظر أن يقوم وزير الإعلام ونقيب الصحفيين ونقيب الإعلاميين بالدفاع عن دراسة ظلت مميزة لسنوات، قبل أن تتحول كلية القمة (الإعلام) لمجرد إسم لاستيعاب الأعداد الغفيرة من طلاب الثانوية.
وينتهي بنا المطاف كباقي الكليات النظرية خرجين بالآلاف.. علي القهاوي، و شهادة معلقة علي الحيطة في البيت، ويبقي سوق الحلاوة جبر واتقمعوا الوحشين.. وخريج الإعلام يحلى بجزر بعد العنب والتين.
———–
* مدير تحرير أخبار اليوم.
