حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
علياء شاكر
هي صاحبة إرادة قوية..شخصية تملك الإرادة و العزيمة، جعلت من كلام الناس الذي يحمل عبارات الفشل واليأس والإحباط قصة نجاح..شقت طريقها بنفسها أثناء دراستها في الجامعة، وعندما شعرت أن الطريق لا يوصلها لشىء، غيرت مسارها سريعا، واختارت مجالا آخر تماما استطاعت اثبات جدارتها فيه، انها مصممة وعارضة أزياء المحجبات آية محمود..ومنظمة أول مسابقة لـ"ملكة جمال المحجبات"..التقتها "حياتي اليوم" وأجرت معها الحوار التالي:
في بداية حديثي معها تطلعت لمعرفة سر نجاحها في تغيير المسار نحو عالم الأزياء؟
أجابت آية: لقد تخرجت من كلية تربية قسم لغة إنجليزية، وكنت في البداية أطمح للوصول لمنصب في مجال "الموارد البشرية"، و لكن بدأت في العمل بالكلية في بيع الكتب و الملازم، كان أول هدف لي هو جمع المال لإنني قررت الإعتماد على نفسي و تحمل مسؤليتي بعيدا عن أهلي ليروا لاحقا نجاحي، ثم إلتحقت بإحدى شركات الإتصالات للعمل بها ومن هنا حلمت للوصول إلى الموارد البشرية، استمر عملي في نفس المكان لمدة ثلاث سنوات و في كل مرة يتم فتح باب التعيين في هذا القسم أتوجة للمقابلة لكنني لم أقبل لمدة 7 مرات و أنا أحاول الوصول لهذا المكان، إلى أن قابلت الدكتور إبراهيم الفقي رحمة الله في إحدى الدورات التي كنت أحصل عليها في هذا المجال..
فقال لي : عند الفشل في الطريق الذي تسلكة إسلك طريقا أخر، وبالفعل إتجهت لمجال تصميم الأزياء وبدأت فيه عن طريق الإنترنت وكانت هناك منحة من مصمم أزياء من بيروت كنت بستفسر عن كل ما يقال وأجلس بجانب العامل الذي جاء معه ليعلمني فانا لا أتعالى على العلم و لا إبالي إنه عامل أو مدير المهم إنني أتعلم و أفهم جيدا، فعزمت على معرفة كل كبيرة وصغيرة، و عند وصولي إلى مبلغ خمسة عشر ألف جنية بدأت تنفيذ الحلم إلى أن أصبح لي مصنع لأزياء المحجبات.
هل تغيرت نظرة الناس إليك بعدما أصبحت واحدة من مصممات أزياء المحجبات المعروفات؟
لقد قال لي يوما الدكتور إبراهيم الفقي: أن أتجنب الأشخاص السلبية، المحبطة، وهذا أول خطوات النجاح، و بالفعل كنت أسمع آراء الناس لي وأصر على النجاح الذي لا بديل له عندي، فطرقت كل الأبواب لمعرفة الكثير عن مجال الأزياء.
هل للفات الحجاب توقيتات معينة؟
بالطبع و هذا ما حرصت عليه في تصميمي في عملي فلكل وقت لفة طرحة معينة، و بالنسة للملابس تختلف وهذا أيضا ما حرصت عليه، فلبس طالبة في جامعة يختلف عن لبس إمرأة عاملة، بالإضافة أن تعاملي مع الطبقة المتوسطة من جهة الأسعار.
هل لكل لون بشرة ألوان حجاب وملابس معينة؟
نعم.. وكل فتاة من وجهة نظرها تعلم جيدا ما المناسب لها، و لكن بالنسبة للبشرة فهناك البشرة البيضاء فهن تتناسب مع جميع الألوان، أما البشرة الخمرية و السمراء لابد أن تتجهة للألوان الفاتحة ليظهر البشرة وجمالها، أما إن إتجهت للألوان الغامقة فيفضل التركيز على البشرة بالمكياج الذي يظهر إطلالها.
وما العلاقة بين لفة الحجاب وشكل الوجهة؟
أغلبية الفتيات بدأت تتجهة للفات الحجاب التركي والأندونيسي نظرا لسهولة لفها ولما تمتاز بالبساطة في شكلها.
من أين تستوردين الخامات والأقمشة؟
نستورد من الصين، والشائع أن الصين للأسف تصدر كل ما هو ردئ لنا، لكن هناك مستويات ودرجات للمنتجات الصينية فهناك الأنواع الجيدة جدا و هناك الردئ، و انا أستورد كل خاماتي من الدرجة الأولى أجود واختار أفضل الخامات.
كيف وصلت للناس في وقت قصير؟
عن طريق الدعاية، فقد قمت بنشر أعمالي عن طريق الإنترنت من المنزل، وكانت المنافسة إنني كنت أعرض أعمالي وأقول إن البضاعة ترد وتسترجع إذا كانت سيئة وهذا نتيجة ثقتي بربي وثقتي بعملي إنه ليس رديئا، و ليس هناك إلا القليل من يستخدمون سياسة البيع و الإسترجاع وقمت بإنشاء صفحة لي وصلت إلى مائتي و خمسين ألف متابع لي ولأعمالي، كذلك قمت بعمل كروت ودعاوي لتعريف الناس بي، و إرسال عينات من أعمالي للتجار و المحلات، إلى أن وصلت إلى المذيعات وأصبح لي جمهور يتابع كل ما هو جديد من أعمالي ليشتروا منه.
من وجهة نظرك هل الحجاب مظهر ديني ام أصبح موضة؟
هناك من ترتدي الحجاب على إقتناع بتعاليم الدين الصحيحة و الزي الإسلامي الصحيح، و لكن للأسف هناك نسبة كبيرة ترتدي الحجاب لمجرد إتباع الموضة ليس إلا، و ليس هذا في مصر فقط بل في الوطن العربي كله، لكنه ظهر بشكل أوضح في مصر نظرا لما تقدمة السينما المصرية من الجانب السيئ و تنشر هذة الأفلام للعالم أجمع من خلال شاشات العرض والإنترنت، فاصبح المعتقد الراسخ للعالم بإننا شعب غير ملتزم وأصبح الحجاب على الرأس فقط.
في رأيك كيف يمكن أن نعيد للحجاب قيمتة الدينية و الأخلاقية؟
لابد الإقناع ينبعث من الداخل، أن تكون الفتاة والمرأة عموما لديها اليقين الكافي بأن الإسلام أمرها بزي معين لابد من إرتدائه، لابد من إنتشار تعاليم الدين الإسلامي الصحيح من خلال حملة قوية في الإذاعة و التلفزيون ليفهم الناس الدين الإسلامي الصحيح، ومنع عرض الأفلام التى تسيئ لشكل المرأة وأخلاقها.
هل تعتقدين إن الفتاة التي لا تلتزم بالزي الصحيح للحجاب لها علاقة بتأخر الزواج؟
للأسف إن بعض الفتيات وليس الكل التي ترتدي الحجاب بالطريقة الخاطئة كإظهار خصل الشعر او بإرتداء الملابس القصيرة، في معتقدها أن تكون وسيلة لإختيار عريس.
وهل هناك من الرجال من يريد الإرتباط بفتاة ترتدي الحجاب بهذه الطريقة الخاطئة؟
هناك أنواع من الرجال، نوع يفضل أن يتزوج مثل هذة الشخصية ليجعلها تسلك الطريق الصحيح وترتدي الزي الصحيح، و هناك نوع آخر يرفض تماما هذه الفتيات، و أخر يعتبرها "واجهة" له.
نظمت أول مسابقة لملكة جمال المحجبات، فما فكرتها ومعاييرها وما رسالتها؟
فكرة المسابقة جاءت لي من خلال رؤيتي لفتيات كثيرة قررن خلع الحجاب، لأسباب سواء مهنية أو عاطفية، فقررت أن أحبب الفتيات في الحجاب ومن الممكن أن تصبح الفتاة ملكة جمال بالزي الإسلامي و الحجاب الصحيح، فجميع من حولهم يريدون الفتيات بدون حجاب في العمل، الإعلانات و الديفيليهات، فأنا عزمت على كسر هذه القاعدة بإقامة المسابقة من خلال صفحتي على الفيس بوك، ووجدت إقبالا شديدا من قبل الفتيات على صفحتي وصل إلى ألف وخمسين مشتركة.
أما معاييرها فكانت اختيار من تلتزم فعليا بالحجاب والإبتعاد عن الملابس المشوهة للإسلام وكنت أختار على أساس الشكل من خلال مراقبتي سواء أنا أو أدمن الصفحة للمتقدمين هل هن فعلا ملتزمات بالحجاب الصحيح أم لمجرد الفوز في المسابقة، وأقيمت المسابقة و حصلت "ثريا" على لقب ملكة جمال المحجبات التي فازت بسبعة ألاف صوت.
هل تشعري بالمسؤلية تجاه من يطلب منك الرأي و النصيحة من حيث الحجاب و الملابس و أيضا الألوان؟
بالطبع المسؤلية كبيرة، فأنا لست من الشخصيات المتكلفة لا أقيم الملبس على حسب السعر مطلقا، أكون دقيقة جدا في إختياري للكولكشن الجديد، فالإختلاف و التجديد أهم ما أتبعه في كل تصميم لي، و إتابع عالم الأزياء و الموضة في مختلف البلدان لأنفذ تصميمي على أعلى جودة، وأحاول إرضاء جمهوري.
كيف تننظمين وقتك ما بين البيت والعمل و الأصدقاء؟
بصراحة لا يوجد من أفضفض له وقت ضيقتي من الأصدقاء للأسف فذلك يتعارض مع النجاح و الطموح اللذان هم رقم واحد بحياتي، حتى زوجي يعلم ذلك تماما، فهو ليس شريك في الحياة الزوجية فقط بل في حياتي المهنية وهو من شجعني وأهلي على أن أنجح و أصل لهدفي، و إستطعت أن أوفر وقت لعملي وبيتي و إبني، ونتيجة لتعرضي لتعب شديد اضطررت لتناول أدوية تحتوي على كورتيزون فكان ذلك سببا في زيادة وزني، وبسببه كان هناك عائقا أمام من يعلم إنني مصممة أزياء و هناك من نظر لي إنني لا أتناسب مع هذا المجال، ولكن لدي من الإصرار و العزيمة ما جعلني نزلت الجيم وفي وقت قصير حاولت أنقص وزني و مازلت.
