السبت , 20 أبريل 2024

خلود أبو المجد تكتب: نقيبنا الجديد…حضن النقابة وحشنا

= 1908

Kholod Abulmagd 2
في يوم عيد الأم الذي يطل علينا كل عام ويحمل كثير من المشاعر المتضاربة بين الفرحة والحزن والشجن، بين أبناء يدعون الله بأن يحفظ لهم أمهاتهم وآخرون يبكون ويطلبون لها الرحمة من رب العالمين.

في هذا اليوم الذي يمر فيه الكثيرون بهذا الكم من المشاعر المتضاربة، كانت تعلن نتيجة انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، الأم التي تحمي أبنائها من أي أخطار وصعوبات يتعرضون لها، والتي جاءت نتيجتها فوز ساحق للصحافي المخضرم يحيى قلاش على منافسه الصحافي المخضرم أيضا ضياء رشوان بفارق أكثر من 800 صوت.

 كلاهما عمل في المهنة وتعرض لمصاعبها ودافع وحارب عن زملاؤه وقضاياه التي يؤمن بها، فلا فرق بينهما من وجهة نظري فيما قدموه لدعم آراءهم، فكل منهم يؤدي عمله من وجهة نظره وبأسلوبه الذي يراه يخدم قضيته التي يحارب من أجلها، لذا جاء همهم الأول في برنامجهم الانتخابي هو حماية الصحافيين والدفاع عنهم، وبالطبع هذا سيكون بحسب توجهات النقيب الفكرية والسياسية، ولا عيب ولا ضير في ذلك، فهذه هي حرية الإعلام الأولى التي يطلبها أي شخص يلتحق بمهنة البحث عن المتاعب، ويعلم أن الطريق إليها دائما ما يكون ملبد ومليء بالأشواك.

لكن هل فكر أي من المرشحين قلاش أو رشوان في حقوق أصحاب هذه المهنة من العاملين في الخارج؟ إلى متى سيظل وضع هؤلاء الصحافيين المغتربين معلق دون حق لهم في الالتحاق بالنقابة ليجدوا في حال تعرضهم لأي مشكله من يدافع عنهم وعن حقوقهم، في بلاد خرجوا ليعملوا فيها بحثا عن لقمة العيش؟ إلى متى سيظل هؤلاء دون عضوية في نقابتهم؟

وبغض النظر عن أي فريق فاز بالأمس، ما يشغلني هي تلك الفكرة التي دائما ما تدور في رأسي عن ذاك الصحافي المغترب الذي عمل لسنوات في صحف بلاد الغربة وحقق ذاته من خلال عمله بجد واجتهاد، راغبا في الحصول عضوية النقابة في بلده، ويذهب للالتحاق بها فيجد نفسه غريبا في أحضان نقابته التي لا ترحب به، ولا تعترف بكل جهده وعمله في الخارج، فحتى إن كان عضوا في أي من المؤسسات الصحفية في الدولة المغترب بها، فهذا لا يؤهله للانضمام لنقابة الصحافيين المصرية على الرغم من أنه يحمل الجنسية المصرية. لماذا لا يضع أي نقيب يتولى النقابة هذا الملف ضمن جدول اهتماماته؟ وكأننا كصحافيين مغتربين كم مهمل لا يحق له حتى الحديث أو المطالبة بحقوقه وأبسطها عضوية النقابة؟

متى سينظر للصحافيين المغتربين على أنهم جزء لا يتجزأ، بل يمكن أن يكون داعم كبير للنقابة؟ لماذا لا يتساوى الصحافي مع الطبيب أو المهندس أو المحامي في عضوية نقاباتهم؟ كثير من أبناء المهنة العاملين في الخارج يحلمون ويرغبون في العودة لوطنهم والاستقرار فيه، ولكن يظل يدور في أذهانهم السؤال حول المورد الذي يسمح لهم بعيش حياة كريمة، وخاصة كبار السن منهم الذي لم يحالفهم الحظ في شبابهم الانضمام قبل اغترابهم في أحد الصحف القومية التي تؤهلهم الحصول على معاش تقاعدي يجعلهم يعيشون بكرامة، فلا يضطرون لمد أيديهم لأحد حتى وإن كانوا أبنائهم، يحلمون بتأمينات اجتماعية وصحية تأهلهم العلاج في مستشفيات الوطن في حال الحاجة لذلك.

 فليس كل مغترب قادر على الذهاب للمستشفيات ذات النجوم الخمس التي تفوح منها رائحة العطور الفرنسية، فلا لأنه عمل سنين طويله في الخارج يعني أنه يمشي بحقيبة أموال، أو أنه يمتلك حصة في أحد آبار النفط في الدولة التي يعمل بها، فيجب أن لا ننسى بأن هذا البلد الذي يعيش به يسعى قدر إمكانه المحافظة على أمواله في الداخل وليس الخارج، ما يضع المغترب تحت رحمة إيجار منزله المرتفع وأقساط المدارس والسيارة ومتطلبات المنزل والأولاد، أيضا الأهل المعتمدين على هذا المغترب ليرسل لهم ما يمكنهم من الحياة في كثير من الأحيان، والتي بالعادة ما تكون السبب الرئيسي لخروجه من بلده والتفكير في الغربة بعيدا موطنه وأحباؤه.

 لذا ينظر الصحفي المغترب لنقابة الصحفيين وكأنها الأم التي ستحتضنه بعد طول غياب، هي الحضن الذي سيشعره بالأمان عند التفكير في العودة لأرض الوطن سواء كان قراره اختياريا أو إجباريا. نعم تمثل عضوية النقابة صورة الأم للصحافي المغترب الذي يحلم بالارتماء في حضنها، ومن أجلها يبذل الغالي والرخيص.

لذا أتمنى من نقيبنا الجديد في يوم عيد الأم أن ينظر لهذا الملف وأخذه بعين الاعتبار في حقيبته النضالية التي انتخبه من أجلها الكثير من شباب النقابة، ويدرس ما فيه من مشكلات، فنحن أيضا نرغب في خدمة وطننا، وأقلامنا في الخارج هي سلاحنا في الدفاع عنه.
————
صحفية مصرية بالكويت

logo

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4183 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.