حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كتبت: علياء الطوخي
يعد هاينريش بول أحد رواد الأدب الألماني الحديث, ورجل المواقف الملتزم بالقضايا الإنسانية الذي يؤمن بأن الأدباء هم ضمير الأمة وعليهم رسالة أخلاقية وإنسانية كبيرة.
يذكر ان ” هاينريش بول” ولد في مدينة كولونيا الألمانية عام 1917 من عائلة كاثوليكية بسيطة يعود أصلها الأول إلى انجلترا, وتحتم عليه أن يعايش مع أسرته سنوات الجوع والحرمان والمعاناة، التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، ثم أثناء الحرب العالمية الثانية التي كان أحد جنودها , ونظرا لأنه كان شاهدا علي بشاعة الحرب العالمية الثانية, هذا الأمر عكس بلا شك على أدب ” بول” وساهم كثيراً في تشكيل شخصيته الأدبية والسياسية, وقد ترك بول بصماته الواضحة على أدب ما بعد الحرب في ألمانيا من خلال مساهماته في إعادة الاعتبار للأدب الألماني ومنحه اعترافاً عالمياً .
وأشار الكاتب والناقد هاينريش فومفيج كاتب سيرته الذاتية، إلي أن “لم يؤثر أي أديب ألماني بهذه الصورة في الأدب الألماني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كما فعل هاينريش بول”.
تعود محاولات هاينريش بول للكتابة إلى عام 1936 كما تشير القصاصات، التي عُثر عليها في منزل الأسرة, وبدأ الكتابه فعليا عام 1939 وخلال دراسته علوم اللغة الألمانية وكذلك الفيلولوجيا الكلاسيكية في جامعة كولونيا، كتب في تلك الفترة روايته الأولى “على حدود الكنيسة”.
حيث يقول عن نفسه “حاولت الكتابة في وقت مبكر من حياتي، لكني وجدت الكلمات فيما بعد”, وأولى انتاجاته الأدبية، التي وجدت طريقها إلى النشر كانت في عام 1947, وقد منح هاينريش العديد من الجوائز من داخل وخارج ألمانيا وتولى مناصب فخرية كثيرة كما منح درجة الأستاذية الفخرية. وكانت أهم هذه الجوائز جائزة نوبل للآداب عام 1972, ومن أهم أعماله “أين كنت يا آدم؟، الصمت المتراكم للدكتور موركيس, ” صورة جماعية مع السيدة”, وإنشاء مؤسسة تحمل اسمه “مؤسسة هاينريش بول”, وتركز هذة المؤسسة في أعمالها على المجالات التنمية والبيئة والتضامن العالمي, وتقدم المؤسسة منحاً دراسية في إطار برنامج تشجيع الموهوبين من الطلبة الألمان والأجانب في شتى التخصصات, ورحل ” بول” في 16 يوليو 1985 .
