الثلاثاء , 23 أبريل 2024

مرام محمد تكتب: كفانا مخدرات ودمار

= 1815

أصبحنا مخدرين، فقد أصاب المجتمع آفة خبيثة، انتشرت في كامل جسده العليل، الجميع يعيش في غيبوبة، في واقع آخر، حياة أخرى، العقول مغيبة، والأجسام مريضة، والإرادة مشلولة… مجتمع منهار أخلاقيا واجتماعيا وعلميا وصحيا واقصاديا، فقد انهار أفراده بسُم الاستروكس.

المخدرات سلاح خطير يستخدم الآن لتدمير مجتمعاتنا، خطر أوشك على توصيلنا إلى الهلاك.. أصبح الأمر ظاهرة اجتماعية، فالمواد المخدرة الآن أصبحت في متناول الجميع، “على عينك يا تاجر”، ازداد الإقبال عليها بشكل غريب جدا، وخاصة فئة المراهقين والشباب. الجميع استسلم، فالمتعاطي مستمر في غيبوبته، وغير المبالين بالأمر يتزايدون في الانضمام لـ”حزب الكنبة”..

ولانتشار المخدرات، أسباب عديدة منها: الظروف الاجتماعية الصعبة، بداية من تعرض الفرد لانتهاكات في حق طفولته، والمشاكل الأسرية بين الزوجين، وسوء معاملة الأبناء، أو الإفراط في تدليلهم وتلبية رغباتهم.

وهناك عوامل أخرى، كالتقليد الأعمى لأصدقاء السوء، وحب التجربة أحيانا، والفقر، الذي قد يجعل الفرد بسببه يهرب ويلجأ للمخدرات، و”الفراغ”، فالكثير لا يستغلون وقتهم في قضاء أشياء مفيدة، كالعمل، أو ممارسة بعض الرياضات والأنشطة التي تثقل الموهبة وتعلم مهارات تنمي من قدرات الفرد، فالشخص الذي لا يقدر الوقت وقيمة والسبب الحقيقي في وجوده في الحياة، يكون هو عامل رئيسي في إدمانه وهلاكه.

ولا ننسى الأعمال الفنية الهابطة التي تروج للمخدرات.. وضعف الوازع الديني، الذي يجعل البعض عند الوقوع في الشدائد يبحث ويستعين بغير الله.. فحقا يستعين بـ”قاتل يميته بالبطئ ويتلذذ بتعذيبه النفسي”… مع غياب حقيقي لأهل الخطاب الديني، والذي انعدم دورهم الحقيقي في التوعية والإرشاد وبناء المجتمعات.

ولكن مع كل هذه الأسباب يظل هناك السبب الأقوى الذي يستطيع أن ينهي على كافة الأسباب التي سبق ذكرها، وهو وضع تشريعات صارمة وعقوبات جنائية يتم تطبيقها على كل من يتاجر بأرواح أبنائنا وشبابنا الأبرياء، الذين وقعوا في مصيدة تاجر مستذئب يروج للمخدرات، وأناس صامتون وغير مبالين بما يحدث، يشاهدون الموقف من بعيد!!

أتساءل أين أفراد المجتمع.. وأين شبابه؟

وما هذه الأجساد الميتة إكلينيكيا.. أفراد منهكون صحيا مهلوسون، ضائعون دينيا، لا أخلاق ولا عبادات، جرائم في كل مكان، قتل، وسرقة، واغتصاب.. عاطلون عن العمل، ممتنعون عن الإنتاج، فكل ما يشغلهم فساد وانحدار.

من يستطيع أن يعيد أبناءنا إلى وعيهم في ظل ما نعيشه من خلل في كل شئ؟!

هل من خلال الأسرة باعتبارها “الدرع الحصين” الذي يتلقى فيه الفرد تربيته وقيمه منذ النشأة والذي يقع عليها العبء الأكبر في تأهيل أبنائهم ونشأتهم نشأة دينية تجعلهم يواجهون أية مخاطر خارجية كالانحراف نحو المخدرات؟.

ولكن بعض الآباء الآن يحتاج إلى إعادة تقويم..!

أم من خلال منظمات المجتمع المدني، المنوطة بتكثيف الحملات الإعلامية للتوعية بمخاطر المخدرات؟ ولكن “لا حياة لمن تنادي!”.

أو من خلال رجال الدين، المطالبون بغرس القيم الحقيقية للدين في المجتمع؟ ولكن هناك من يرهب في الدين.. هناك من نسي أن الدين معاملة..!

أم من خلال وسائل الإعلام المعنية بتوجيه الأفراد، وبلورة أفكارهم؟.. ولكن نسيت أننا منشغلون الآن بمجتمع فضائي آخر..

هل سيكون الحل في يد القانون الصارم.. الذي إذا طبق، لن يجد الفاسد الفرصة في إرهاب عقولنا..!

يجب أن نستيقظ من غفوتنا.. يجب أن يعلو صوتنا ونقول: “كفانا مخدرات.. كفانا إنحدار.. فكيف سنبني وطنا غابت فيه العقول!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1281 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.