الخميس , 28 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: سحر المدح

= 1415

ذكر أحدهم أن زوجته فاجأتهُ حين طلبت منه في يوم أن يذكر إحدى صفاتها السلبية التي يتمنى أن تُغيرها، وذلك وفقاً لطلب المدرِبة في إحدى الجمعيات النسائية التي تشترك فيها. فكتب الزوج مباشرةً العبارة «أحبُ زوجتي كما هي، ولا أرى فيها أية عيوب تُذكر» ثم أعطاها الورقة مغلقة بناءً على طلبِها، ووفقاً لطلب المدرِبة التي شملت جميع السيدات في الجمعية. وفي اليوم التالي رجع الزوج إلى المنزل وزوجته تستقبله بالدموع لأنها لم تتوقع كلمات المدح المتناغمة والتي سمعتها على الملأ.

التقبل العام وعدم التركيز على العيوب ووضعها تحت المجهر هي أساس نجاح العلاقات عموماً وخاصة العلاقات الزوجية. فلا يمكن أن تدوم العلاقات المقرّبة وأحد الطرفين يتصيد عيوب الآخر وينتقده باستمرار ويضعه تحت سيف السخرية والانتقاد اللاذع. فعلاقة الزوجين تُبنى على الاحترام والتقدير والمساندة، وإذا كانت مشاعر المودة تقرِب القلوب في أوقات الرخاء فإن المدح والثناء تحميها وتعبر بها الأزمات.

فالزوج في حاجة للثناء على المبادرات التي يتخذها للقيام ببعض أمور المنزل، كتحضير الطعام أو رعاية الأطفال أثناء مرض الزوجة أو انشغالها ببعض الأمور. وفي المقابل من المهم أن تثني الزوجة على ما يقوم به الزوج وتشعره بأنهُ أحد أسباب سعادتها، وهذا الامتنان يقوي رابط المحبة وسيشعر الزوج بتقدير الزوجة لما يقوم به.

أما بعض الزوجات يشعرن بالسعادة لسماع عبارات الإطراء لأنها تثلج الصدر وتجعلهن أكثر عطاءً، لذا حين تشعر الزوجة بالاستياء يفضل استخدام عبارات الشكر والمدح كقول «كم أنتِ جميلة وأمٌ مثالية» أو «أشكرُ لكِ جهودكِ لما تقدمينه للأسرة» والتي بإمكانها أن تخمد التوتر وتحدّ من انفعالاتها.

كلمات المدح التي يسمعها الشريك تترك أثراً كبيراً على نفسية كلا الزوجين فهي تمنحهما الرضا وتبعث الشعور بالراحة بأن هناك من يقدر الجهود. كما أن لها دوراً كبيراً في استقرار الحياة الزوجية ونجاحها وخصوصاً حين يعترف كل شريك بفضل شريكه في المحافظة على كيان الأسرة، والذي يبني حياة ناجحة ما بين الشريكين وأطفالهما وينشر روح الإيجابية التي تضمن حياة هادئة وخالية من المشاكل.

«ما أبدعَ أن ننظر للخلف حيث كانت الحُفر التي لم نقع فيها».

يقول الزوج إنهُ يدرك أن زوجته لديها بعض العيوب إلا أنهُ متيقن أن ذكرها لن يعالجها بل قد يزيدُها سوءاً. لذا لا بأس بالأخطاء ما دام الشريك المحّب مستعداً للتغيير نحو الأفضل فهي بلا شك قابلة للذوبان في بحر الحب العظيم.

—–

* كاتبة إماراتية.

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6640 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.