الجمعة , 29 مارس 2024

من المسئول عن “زلزلة” أخلاق المصريين؟

= 1009

logo

سياسيون يشتكون من ضعف الانتماء للوطن بسبب غياب العدل
مثقفون : ماذا كنا ننتظر من عقول تركت للضلال والتضليل باسم الدين
مواطنون: السلوك العشوائى اصبح اسلوب حياة عند المصريين
وعلماء النفس: بالعدل والديمقراطية يستعيد االمصريون قيمهم واخلاقهم

 

مها حسن
اشتهر المصريون عبر تاريخهم بالكثير من الصفات الاخلاقية الجيدة، والتى تندرج تحتها صفات الذكاء وخفة الظل والتسامح والطيبة والكرم والشهامة.. وهذه كلها صفات تميز بها المصريون ربما اكثر من شعوب اخرى كثيرة.. فكان من المحزن ان نرى خلال السنوات الأخيرة هذا الخلل الخطير فى منظومة القيم التى ادت بالمصريين لنوع من السلوك العشوائى العدوانى غير الملتزم بالظوابط الاخلاقية..

ان التدهور الاخلاقى فى مصر اصبح ظاهرة استوقفت الكتاب وعلماء النفس وصار بعضهم يلقى اللوم فيها على المصريين انفسهم، ومنهم من كان له رأى آخر، ويرى ان ما فيه المصريين من تدهور اخلاقى يرجع الى التجربة المريرة التى حكمت مصر منذ ثلاثين عاما ففيها المصريون فقدوا ثقتهم بالقانون نفسه..

يقول دكتور جمال سلامة رئيس قسم السياسة بجامعة السويس، ان السبب الرئيسى فى تدهور اخلاق المصريين، التجربة المريرة التى حكمت مصر منذ ثلاثين عاما، ففيها المصريون فقدوا ثقتهم بالقانون نفسه، واضاف سلامة ان المصريين كانوا يعيشوا الظلم وازدواج المعايير كل يوم، طارحا مثالا لملايين الشباب الذين يعانون من الفقر والبطالة حتى وصل بهم الأمر للانتحار والهروب بمراكب الموت مرورا بتجربتهم القاسية مع بعض ضباط الشرطة .

و اشار "سلامة" فى تصريحات خاصة لحياتى اليوم، الى ان هولاء الضباط كانوا يعتدون كل يوم على كرامة المواطنين وانسانيتهم واعراضهم فلا يعاقبون على افعالهم، وربما كان يكافىء البعض عليها ..وهذا الفقدان للاحساس بالعدالة كان كفيلا ان يملا نفوس المصريين والشباب خاصة بالمرارة والكراهية,  ويؤدى بهم لتغير سلوكهم واخلاقهم العتيقة .

وترى الكاتبة فريدة الشوباشى، ان اصل الأزمة هو انتشار الاسلام الشكلى الذى اعتنقه قطاع  كبير من المصريين .

واشارت إلى ان التدين الشكلى اصبح غطاء للسلوك السئ عند البعض من المصريين، فهم من اجل تحقيق مصالحهم قد يتنازلون عن مبادى الدين الحقيقية، ويعتدون على حقوق الناس .

وتتساءل الشوباشى: ماذا كنا ننتظر من عقول تركت للضلال والتضليل باسم الدين؟

فى تصريحات لـ "حياتى اليوم"، قالت فريدة الشوباشي: ان ما نعيشه اليوم ما هو إلا فتنة كبرى، ويقف العالم امام اصعب مرحلة فى التاريخ المعاصر، ولو لم تكن جذور هذا الشعب قوية وعميقة ومتاصلة، ولولا صحة مانردده من ان حضارتنا تمتد لآلاف السنين، وان هناك تراكما من الارصدة الثقافية والانسانية والتنويرية لكانت النتيجة كارثية على المجتمع وعلى الوطن.

ويظل السؤال الذي يحير الجميع الآن: كيف تتوارى الصفات الجيدة عند المصريين خلال معاملتهم اليومية لتترك مكانها لصفات أخرى سيئة؟

يقول احمد على "مدرس لغة عربية"، ان السبب فى تغير اخلاق المصريين بين بعضهم البعض، يكمن في تدافع كل شخص لتحصين مصلحته فقط، وبأى طريقة وبأى ثمن حتى وان كان الفعل مخالفا لضمائرهم .

واشار احمد الى ان الاعتداء على حقوق الآخرين ومخالفة العادات والتقاليد التى تربينا عليها منذ الأزل اصبح امر طبيعيا.وضرب مثلا على تجاربه العملية، فالطالب حاليا يريد ان ينجح ولو بالغش، والاهل يفتخرون به دون محاسبة او مسائلة على سلوكه، المهم انه نجح مهما كانت الطريقة .

واكد احمد ان السلوك العشوائى اصبح اسلوب حياة عند المصريين، قائلا يكفيك ان ترى الطريقة التى يتبعها البعض عند قيادة السيارات، والتى تحولت  من فن وذوق واخلاق، لنوع من الصراع اليومى الهجمى الشرس والذى لايهم فيه احد مايسببه للآخرين.

وترى هند محمد "ممرضة"، ان هذا الزمن زمن العجايب كل واحد بياكل فى الثانى لمصلحته فقط، وقالت:ان اسمى المهن واهم الشخصيات أصبحوا هم مصدر الفساد الاول للاخلاق فى مصر، ومنهم صاحب المستشفى الذى يريد ان يحصل على الاتعاب من اهل المريض حتى ولو مات من سوء العلاج والاهمال، والبائع يريد ان يكسب حتى ولو باع للناس بضاعة مغشوشة.

والآن: ما السبيل لإعادة قيمنا واخلاقنا؟

يجيب الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية: انه من المفروض على جميع المصريين العمل على تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الذاتية، ومحاربة الفساد الاخلاقى لديهم لأن اخطاره  على المجتمع وعلى الجيل الجديد لايقل عن خطر الارهاب.

واشار رجب فى تصريحات لمجلة "حياتى اليوم"،  الى ضرورة استعاده الأزهر لدوره التنويرى لاظهار ما يميز ديننا من سماحة ووسطية وعدل ورحمة ومساواة، مؤكدا ان الوقت حان ليقوم الازهر بدوره بقوة وحان دور العلماء الذين إذا تحدثوا لابد ان يسكت الجميع.

واكد استشارى الصحة النفسية، على انه  لايمكن ان يستعيد المصريين اخلاقهم الطيبة، إلا اذا استعادوا حسابتهم بالعدل، ولايتحقق العدل الا بتحقيق الديمقراطية الحقيقية، عندئذ يستعيد المجتمع صحته ويستعيد المصريون ايمانهم بالقانون والاخلاق.

 

شاهد أيضاً

وزارة التموين: غدا آخر أيام الأوكازيون الشتوى 2024

عدد المشاهدات = 11965 تستمر وزارة التموين والتجارة الداخلية العمل بـ الاوكازيون الشتوي 2024 حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.