الخميس , 25 أبريل 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: خلطة السعادة الزوجية

= 2935

—–

الحياة الزوجية بحر عميق فهي من أجمل الأمور وأصعبها فى الوقت ذاته، لأنها بناء حياة جديدة مليئة بالمسئوليات والمتطلبات والحب والحنان والمشاركة وتتوقف على تقاسم المشاعر الجميلة.

نلاحظ فى الآونة الأخيرة عزوف كثير من الشباب من الجنسين عن الزواج بسبب خوفهم من فشله وعدم إلمامهم ومعرفتهم بالمفاهيم الصحيحة للزواج والأسس التي بني عليها.

ويتصور البعض أنه علاقة مملة محكوم عليها بالفشل ولا تستمر السعادة فيها سوى أشهر قليلة ويبدأ كلا الطرفين فى القاء اللوم على الآخر، وبذلك يعزف الجنسان عن الزواج ويفضل العيش بلا زواج حتى لا يجبر نفسه على هذه الحياة.

وتشير كثير من الدراسات إلى ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة بين الشباب حديثي الزواج، لأن الحياة باتت سهلة بالنسبة لهم فقد وجدوا من يوفر لهم متطلبات الزواج بدون عناء غير مهتمين إذا كان بينهما طفل أم لا، فهم لا يفكرون إلا في الهروب، والضحية فى النهاية الأولاد، كما أن من ضمن أسباب فشل الزواج في العصر الحديث أن المتزوجين من الطرفين خاضوا تلك التجربة بدافع من الأسر للاطمئنان عليهم دون اكتراث بأهمية وقيمة هذه العلاقة الجميلة.

الحياة الزوجية أهم وأعمق من ذلك كله وينبغي للمقبلين على هذه الحياة الجديدة أن يعرفوا أنها شركة ضخمة يؤسسها رجل وامرأة ولن تنجح وتستمر إلا من خلال توافر شروط أهمها:

– القبول: وهو الارتياح المبدئى للطرف الآخر وتقبله، تقبل شكله وإيجابياته وسلبياته، كما أن التفاهم وهو الاتفاق المبدئى على حياة زوجية تقل فيها الخلافات ويمكن السيطرة عليها، وعدم تدخل أهل أي من الطرفين فى مشاكلهم وذلك حتى لا تتفاقم المشكلة ويصعب السيطرة عليها.

– والاحترام : أيضا من شروط الزواج السعيد إذ أنه لابد من إشعار كل من الطرفين بتقدير واحترام الآخر له والتنازل له في بعض الأمور، إضافة إلى الإحساس بالأمان مع الآخر والثقة.

– الثقة: فلن تنجح أي حياة زوجية في علاقة يشوبها الشك من الطرفين، فالثقة تجعلك تهدأ وتعيش حياتك وأنت مطمئن بأن الشخص الذى معك يشعر بنفس ما تشعر به، وعلى الطرفين تحمل أعباء الحياة الزوجية معا فلا يلقي طرف المسئولية على الآخر لأن ميزان الحياة قد يختل وتتولد المشاكل ولابد من الصداقة بينهما والتحدث معا فى أمور تهم كلا الطرفين لإشعار كل منهما بالاهتمام.

إن الحياة الزوجية السعيدة لن تأتي صدفة أو بالحظ فالخلافات والمشكلات توجد في كل بيت وبين كل شريكين ولكن المختلف هو طريقة احتواء تلك المشكلات والعمل على حلها في هدوء.

السعادة الزوجية قرار لكلا الطرفين أن يستوعب ويتحمل الطرف الآخر والرغبة فى اكمال مسيرة الحياة جنبا إلى جنب.

إن أهم شيء لتحقيق السعادة الزوجية هو ترك مسافة معينة، وأقصد هنا أن تكون مناسبة فلا تكون كبيرة جدا فتولد فراغا وتخلق بعدا وتشعر الآخر بعدم الاهتمام ولا تكون قريبة جدا بحيث يتسلل الملل إلى حياتهما ويسيطر الروتين وتشعر الآخر بالاختناق والضيق.

وأخيرا إن الحياة الزوجية السعيدة هي جنة لكلا الزوجين، فما أجمل أن يعيش الطرفان حياة مليئة بالحب والسعادة في بيت يظله التفاهم والاحترام والثقة والحب.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3103 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.