الخميس , 25 أبريل 2024

عفوا يا سادة ..فاللقب ليس منحة أو تشريف!

= 2891

eman-dwedar
تكتبها د. إيمان دويدار 

تعجبت كثيرا عندما رأيت اللقب  (دكتور) حائرا بين هذا وذاك،  فيطلقونه على كل من هب ودب ، فتاره يطلقونه على هذا الذى لم تتعد دراسته سوى عدد من الكورسات التى  تنظمها بعض الجهات الخاصة والتى قد تكون غير معتمدة من أى جهة حقيقية،  أو يكون حاصلا على بعض الدورات التدريبية فقط ، وذاك الذى ما زال فى إطار الحصول على دراسات عليا سواء كانت (دبلومة _ تمهيدى ماجستير – ما زال مسجلا للحصول على درجة الماجستير ) فنجد الاثنين يطالعونا فى بعض الصحف أو عبر شاشات التليفزيون من خلال الفضائيات ويسبق اسمهم حرف الدال السحرى الذى يفتح أمامهم الأبواب المغلقة من الشهرة الكاذبة المزيفة!

ولما لا فهم يحصلون على حق ليس من حقهم الحصول عليه،  بل إنهم يرتكبون جريمة فساد أخلاقى أقوى  من وجهة نظرى من جرائم الفساد المالى التى اكتشفت مؤخرا من قبل أجهزتنا الرقابية المحترمة . 

وتعد جملة سمعتها واندهشت لها كثيرا بان اللقب يقال كتشريف لصاحبه وليس المقصود به لقبا اكاديميا بحجة أنه لديه من الممارسة المهنية ما يكفى ، وردى على ذلك ان هذا يعد من قبيل المغالطة والانحراف عن الواقع لأن الشخص الذى يسبق اسمه حرف الدال لابد أن يكون حاصلا على ذلك اللقب اكاديميا أولا أما الممارسة المهنية لا تعنى ابدا السماح له بإطلاق اللقب عليه ولما لا وقد حصلت عليه بعد مجهود سبع سنوات  (ماجستير + دكتوراه ) فهو مجهود سنين وليس مجرد لقب ليس له صاحب.

إضافة إلى أن هناك الكثيرين قد استغرقوا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه لأكثر من أثنى عشر عاما  ، واسالكم بالله عليكم أصحاب الألقاب الطائره  (التى لا أساس اكاديمى لها ) كيف تستبيحون مجهود آخرين غيركم بذلوا كل هذا المجهود والوقت وتطلقون لقب من يستحق على من لا يستحق  ؟!

ولاننى احترم حقوقى وأضع حدا فاصلا بينها وبين حقوق الآخرين فلا اتخطاها ابدا ، لذا عندما ظهرت كاستشارى فى التربية فى القنوات الفضائية، ووجدتهم يطلقون على لقب استشارى الطب النفسى ، أتذكر وقتها حرصت على التوضيح لكل من الإعداد ومقدمى البرامج اننى لست خريجة كليات الطب ولكنى حاصلة على الدكتوراة فى المجالين النفسى والاجتماعى معا من جامعة عين شمس ، وبينما يكون دور الطبيب تشخيص الحالة من الناحية العلاجية وتحديد الأدوية اللازمة لحالته يكون دورى فى تشخيص الحالة الاجتماعية والاضطراب النفسى التى قد تكون الحياة الاجتماعية والتأثير الأسرى عاملا مهما كسبب رئيسى لها  أم لا.

وأخيرا اطلب من القنوات الفضائية أن يتحروا الدقة فيما إذا كان ضيفهم حاصلا على الدرجة العلمية  (درجة الدكتوراة) فيستحق إطلاقه عليه وأما انه غير حاصل على الدرجة فلا يستحق اللقب، ولا أريد بذلك إغضاب أحد ولكنى فقط أريد أن يحصل كل ذى حق على حقه فقط .

إضافة إلى ذلك أطالب البرلمان بمناقشة قانون بمعاقبة كل من يطلق على نفسه لقبا من قبيل التشريف لا من قبيل حقه فعلا أن يعتبر إحدى جرائم الفساد الاخلاقى  التى يتعين علينا جميعا محاربته،  فلا أحد يستبيح مجهود غيره ويسطو عليه ، إلا كان مرتكبا جريمة ضرورى أن يعاقب عليه القانون لكى يكون عبره ومثل لمن تحدثه نفسه لفعل ذلك فيفكر ألف مرة ومرة حتى لا يكون اللقب حائراً هكذا بين كلا من هب ودب.

وختاما أؤكد، حينما يقال أن اللقب هو من قبيل التشريف فإن ذلك يكون حال وجودنا داخل منازلنا وفيما بيننا وليس من خلال شاشات الفضائيات والظهور بصوره ليست من حق إلا لمن يستحق بشكل فعلى وواقعى…واسمحوا لى أوجه سؤالا لكل من ينسب إلى نفسه لقبا ليس من حقه… هل تستطيع خداع نفسك ؟!

—————-

* استشارى الصحة النفسية للأسرة

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2823 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.