الجمعة , 26 أبريل 2024

أيها الآباء..لا تهدموا شخصية أبنائكم بهذه التصرفات!

= 781


نهى اسماعيل

بين رغبة الأم في الحصول على طفل مطيع هادئ وبين متطلبات بناء شخصية قوية مستقلة لهذا الطفل، تتأرجح تصرفات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم، ليكون بعضها هادماً لشخصية الطفل، بينما يعكس بعضها الآخر أنانية غير متعمدة من الأهل للحصول على أكبر قدر من الراحة، في خضم معركة الحياة الصاخبة ومسؤولياتها المتكدسة.

وتقول المحاضرة التربوية همسة يونس، أن تسلطاً أمومياً لا إرادياً يدفع الأمهات للسعي إلى زيادة عدد كلمة «حاضر» في قاموس أطفالهن، ليكونوا نعم الأطفال المهذبين المطيعين، الذين لا يرهقون أهاليهم بأفكارهم ونقاشاتهم واعتراضهم على بعض الأمور، ليصنعوا بالتالي تماثيل تُنفِّذ الأوامر والتعليمات دون نقاش.

وذكرت همسة، أن المشكلة تكمن في أن العرف من حولنا يؤكد بأن الطفل المطيع الذي لا يناقش ولا يعترض هو الطفل الأكثر حظاً من التربية والأخلاق، وطفل يستحق والداه كل احترام وتقدير لأنهما صنعا تمثالاً لا يعترض ولا يخالف وجهات نظريهما.

وقالت: نجد الكثير من الآباء والأمهات من حولنا يعيشون بينهم وبين أنفسهم بصراع مع بعبع «الطفل العنيد» فأي محاولة من الطفل للاعتراض أو النقاش تندرج تحت بند العناد، ليسارع الأهل مستنجدين يبحثون عن حل لهذه المعضلة.

وأشارت همسة إلى أنه لو دققنا في أطفالنا، سنجد لديهم صفات إيجابية ومميزة، إلا أننا نقمعها ونهدمها دون وعي، وقالت: تشتكي أمهات كثيرات من فضول أبنائهن، غير مدركات أن هذا الفضول هو وسيلة الطفل لاكتشاف ما حوله، وعليهن ألا يُحجِّمن تفكيره وأفقه، بل يعلمنه فقط كيف يحترم حريات الآخرين أثناء سعيه نحو اكتشاف عوالم جديدة.

وأشارت همسة إلى أن الكثير من الأهالي ينسون أو يتناسون بأن للطفل كيانه المستقل، الذي يحتاج للدعم ليكوّن شخصيته المستقلة، لا أن نصنع منه نسخة أخرى عنّا، وقالت: عادةً ما تكون النسخ الأخرى عنا مشوهة، فهي لا تعبر عن كينونة الطفل، ولا تساعده ليبث قناعاته بأريحية وشجاعة وثقة، فكلما كان الطفل صاحب شخصية أقوى، كلما سعى أكثر ليثبت ذاته بكل الطرق التي تمنحه هذه الميزة.

بينما قد يراها الأهل حالة تمرد وعناد تتطلب الاستعانة بقوات خارجية ليظل أمنهم السلطوي كأمهات وآباء في أمان، بعيداً عن أي محاولات للخروج عن الأوامر وقناعات الأهل.

وتحدثت همسة عن صفات كل من الطفل المسؤول، والطفل المطيع طاعة عمياء، وقالت: يمتاز الطفل المسؤول بامتلاكه لروح قيادية وثقة عالية بالنفس، وبقدرته على تطوير قدراته الإبداعية بشكل أسرع، كما أن مهاراته في التواصل الاجتماعي أكبر وأقوى، ومهارة اتخاذ القرار لديه تتطور بسرعة، وهو قادر على التمييز بين الالتزام والاستسلام، فيلتزم بالقوانين عن قناعة..

أما الطفل المطيع طاعة عمياء، فثقته بنفسه غير حقيقية، ولديه استعداد لتبني أي فكرة دون نقاش.. كما أن مهاراته في التواصل الاجتماعي مهزوزة، ولديه استعداد كبير للتنازل عن حقوقه وآرائه، ويفتقد للقدرة الحقيقية على اتخاذ القرار، ويطبق القوانين كنوع من الطاعة العمياء وبحثاً عن رضا الكبار من حوله ليس إلا.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3474 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.