السبت , 20 أبريل 2024

حسام أبو العلا يكتب: خيبة الأمل ..!!

= 1727

Hosam Abulela

*  لا يوجد إنسان لم يعاني من ظروف قاسية .. بعضها يمكن تحملها واحتواء تداعياتها واستكمال مشوار الحياة .. ومع مرور الوقت تطوى مثل أوراق كثيرة من كتاب الحياة .. وتصبح من ذكريات الماضي التي تدفن مع رفيقاتها..

لكن برأيي وقد أكون مخطئا .. أن خيبة الأمل الحقيقة التي تترك أثرا عميقا في النفس وتتسبب في جرح غائر يصعب التئامه .. هي الشعور بالصدمة في أشخاص تتفاني في التعامل الإنساني معهم .. فما بداخلك من مشاعر ود ومحبة كفيلة بأن تكون أمامهم صفحة بيضاء .. وما تشعر به نحوهم من أحاسيس صادقة تنزع أي أحقاد ..

 نحبهم بصدق دون غرض .. نسعى لإسعادهم دون انتظار مقابل .. نقاتل من أجل أن نرى الضحكة تتراقص على وجوههم .. والأمل يداعب عيونهم .. نبذل ما بوسعنا لينفذ نور الحياة لقلوبهم مهما كانت عتمة الظروف أو قسوتها .. 

نرتدى معا ثوب الفضيلة ونحلق في سماء من النقاء ترفرف حولنا طيور بأجنحة الوفاء ..  نعيش بحق حالة إنسانية نقية لا تعرف التلوث النفسي الذي نعاني منه في كافة مناحي الحياة .. 

فلا تحزن لو سقطت من علياء هذه الحالة الفريدة إلى حضيض الانتكاسة .. ولا تدع صدمتك وإحباطك يفقدك الثقة في أنه يوجد في الحياة من يستحق أن نواصل من أجله رحلة العطاء .. 

* نتساءل دوما ما الذي تبدل فينا ولماذا انحدرت الأخلاق وتبدلت السلوكيات إلى الأسوأ ..؟ نتأمل حولنا فنجد ما تربينا عليه من قيم ومبادئ وحفظناه عن ظهر قلب ينقرض مثل كل شيء  جميل يذهب ولا يعود ..

نعود بذاكرتنا لأيام الزمن الجميل .. نتحسر على كل لحظة أهدرناها ولم نعشها بكافة تفاصيلها وسط الأحبة الحقيقيون المعطاءون بصبر وصمت الذين كانوا مستعدون للتضحية بأرواحهم لإسعادنا وهم يتألمون ولا يبوحون .. 

يهفو القلب إلى لمسة حانية أو حضن دافئ أو ابتسامة صادقة .. كان يمنحنها لنا فقط حنان أم معطاءة أو عطف أب مثابر .. نهرول سريعا إلى صورة أو ورقة أو ركن من زاويا الغرفة كان شاهدا على أجمل وأصدق وأنقى أيام العمر .. 

تتساقط دموعنا شوقا لغائب لن يعود .. ووجعا على أنهار الحنان التي نضبت .. وألما على الابتسامة الصادقة النابعة من حنايا القلب والتي ماتت مع رحيل من كان وحده قادرا على زرع الأمل في القلوب ..

نستفيق من رحلة العودة إلى الماضي الجميل على صخب واقع أحلاه مر .. وأرحمه قاسي .. نلملم جراحنا فلن نجد من يداويها .. نكفكف دموعنا فلن نجد من يجفهها .. نصمت فالصمت لغة الموجعين والحالة الإنسانية الراقية من الحزن دون أن تزعج غيرك .

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 1788 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.