السبت , 20 أبريل 2024

منى العزب تكتب: غزوة «الفيسبوك»!

= 1215

Mona Azab 3


اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمناقشات التي وصلت الي حد التناحر بين المختلفين في الآراء.

وهوما كشف بقوة عن وجود ظاهرتين أساسيتين أولهما ان المساحة التي انسحب منها الإعلام هي التي احتلتها مواقع التواصل الاجتماعي. اما الظاهرة الثانية فهي غياب القدرة علي الاختلاف في الآراء مع احترام رأي الآخر وقبوله حتي اصبحنا نحصد من وراء كل ازمة سياسية تقسيما جديدا واقصاء لبعض المختلفين معنا فلم نتعلم بعد الاختلاف دون تخوين اواقصاء للآخر المختلف معنا في الرأي.

وفي حين قام البعض بتوجيه الاتهام لمواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها المسئولة عن حالة الجدل التي ثارت خلال الفترة الأخيرة ظهر جليا ان الكثيرين استخدموا هذه المواقع كمنابر لطرح افكار لم يتناولها الاعلام، وكان الفيسبوك وتويتر وسيلتهم الممكنة لذلك.

الإعلام خذل الجميع .. ليس لأسباب تتعلق به فحسب، وانما لأسباب تتعلق بطبيعة المتابعين له. كل رآه من منظوره، واجتهد في تقييمه حسب ما توقعه منه، وعندما لم يتبن وجهة نظره صب عليه اللعنات التي تطورت لتصل في بعض الأحيان الي حد المقاطعة.

فمن توقعوا منه عرض الإنجازات رأوه مقصرا وربما مأجورا فاسدا يسعي لتشويه وجه النظام.

ومن توقعوا منه إلقاء الضوء علي الجوانب السلبية في محاولة لتصويبها رأوه متخاذلا مهادنا لا يطرح رؤي تستحق المتابعة.

كل توقع من الاعلام ان يتبني وجهة نظره وان يتحدث بلسانه وعندما لم يفعل ذلك انصرف عنه غاضبا لاعنا دون ان يلتفت الي الدور الأساسي منه والذي يختلف من نظام لآخر حسب مساحة الحريات وحسب درجة وعي الشعوب.

علينا أولا ان ننظر الي جوهر دور الاعلام وهل نحتاج الي اعلام كاشف للحقائق، ام اعلام مساند للنظام الحاكم لا يري غير الإيجابيات ويغض الطرف عن السلبيات؟

ولأن معظم القائمين علي الصناعة لم يختاروا دورا محددا للإعلام واختاروا فقط التعامل معه كوسيلة من وسائل الربح عن طريق تقديم كل ما يرفع نسب المشاهدة دون النظر الي أهمية المحتوي،  كانت النتيجة اعلاما لا يرقي لمستوي طموح من يبحثون عن الحقيقة، كما لا يلبي رغبة من ينتظرون منه مساندة النظام.

من لجأوا الي وسائل التواصل الاجتماعي فروا محبطين من أداء الإعلام الذي انحسر دوره فكانت المساحة فارغة امام هذه المواقع .

————–

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4537 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.