الجمعة , 29 مارس 2024

يارا الهادي تكتب: الجولة الأولي…!

= 3246

في البداية.. المشهد أشبه ما يكون بحلبة مصارعة.. الكل يقاتل لشئ لا يفهم وتدافع أنت حتى تثبت لنفسك أولا أنك لست بمفردك وأنك قادر أن تهد جبال بثباتك الانفعالي على المواقف ولا يهمك أن تخسر أو تكسب كل ما يهمك أن تثبت ذلك، وتعاملت معه وكأنك تعامل من يفهمك بطريقتك وتفكيرك المنطقي.

كانت خطة فاشلة بكل المقاييس.. وجدت نفسك في مرمى الاتهامات، كيف عليك أن تستمر في علاقة أنت مطالب طوال الوقت بالدفاع عن نفسك.. وتبرير أفعالك وكلماتك لأنك ستخسر فيها نفسك.

كنت تظن مع كل جولة أنها الأخيرة لكن في كل مرة تبدأ جولة جديدة وعليك الاستمرار والدفاع عن نفسك وكأنك متهم عليك قول الحقيقة مع أنك كنت تريد الاستقرار والمعاملة بلطف وهم لم يدركوا ذلك بل عقلهم وقلوبهم ليست صافية بل مليئة بالغيرة والنفاق.

هم يتخيلون أنك تحاربهم لكن أنت كنت تريد الحفاظ على حبك الأول والأخير وأثبت لهم أنك لست ضعيفا ولا قليل الحيلة لأن موقف الطرف المجهول دائما موقف ضعيف ولن يكون في صفك في كل الأحوال.

كان عليك قبل أن تضع في قائمة أولوياتك ذلك الشخص، أن تضع صحتك النفسية ولا تسمح بوجود من يسرق منك سلامك الداخلي وأمانك واطمئنانك … فكن حازما مع من يحاول التقليل من شأنك ومع من يحاول أن يزعزع ثقتك بنفسك حتى لا تحتاج أن تتشافي منها لاحقا.

لا تحاول تحسين صورتك لأحد، كلنا عاديون في نظر من لا يعرفنا، مغرورون في نظر من يكرهنا… فلا أحد يستحق أن تخافه كلنا ضعفاء مهما بلغت قوة الإنسان فهو ضعيف لا يستحق أن تشعر بالقلق تجاهه.

يلفت انتباهك ذلك الشخص اللطيف… اللطيف بكل أشكاله، من يختار كلماته بعناية ويختار التوقيت الصحيح لكل شئ ومن يرى الخير دائما حتى يثبت العكس.

نقطة التحول في مسار حياتك، تغيرت كثيرا… نعم يكون فيها دروس قاسية ربما ظهرت لك باكرا في عمر صغير، لكنك أصبحت أكثر فهما لحياتك وتصرفات البشر.. ستكون هادئا جدا مع نوع من التقلبات الجديدة وتتقبل كل شئ مهما كان صعبا وستكون حقا أفضل وأقوى وأنضج وهذا يكفي.

الجولة انتهت… لكن الأكثر نقاء لم يخسر كما يعتقد الطرف الآخر بل نجح في إخراج نفسه من دائرة مغلقة في كل الأحوال نهايتها ستكون بنفس النتيجة لكن الطرف المجهول أظن أنه الخاسر الوحيد لأنه صامت في كل جولاته… ينتظر شيئا أن يحدث يغير حياته والحجج لديه كثيرة لا تنتهي.

الطرف الآخر كان يحارب ويرى نفسه الأقوى وأنه نجح في ذلك.. هو في الأصل ضائع، يدخل كثير من الجوالات ويحارب في أكثر من اتجاه فهو مغفل يرى أن من حقه أشياء لم تكن له من البداية.

في النهاية.. هذه القصة ليس بمحض الصدفة، فربما كنت بحاجة أن تتعلم شيئا أو تحتاجه في مستقبلك، فأنت لست ضعيفا، ولا حياتك سيئة… أنت كنت مستسلما لظروف كانت سيئة في حق نفسك… كن قويا فلا تقلق فلن يكلفك الله أكثر مما تقدر عليه.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 691 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.