السبت , 18 مايو 2024

وفاء أنور تكتب: كفى مافعلتم .. وما ستفعلون!

= 5841

لو كان لهذه الأرض التي نحيا عليها معجمًا تلجأ إليه ، وتقتبس من مفرداته كلمات ، ثم تصوغ منها جملًا ، وترسل لنا بها رسالة ممتزجة بالحسرات ، والدموع لفعلت ! ألم يتعظ الإنسان مما يدور حوله ، ويكف يده عن النزاع ، والقتال ، والتدمير ! إن الذي نراه من حولنا من اقتتال يؤكد لنا أن الإنسانية قد شيعت في تابوتها المقدس إلى أقصي الأرض منتظرة قيام الساعة.

لعلنا نتابع مايدور من أحداث في عالم أصبح في حالة من الهوس ، والولع بمشاهد الخراب ، والدمار . إنه في حاجة لإعادة تأهيله ؛ ليعود إلى ماكان عليه من قبل عليه العودة إلى داره الأولى التي أعدها الله له ، وأمره بتعميرها لا بتدميرها.

لعلنا جميعًا نتابع مايحدث في عالمنا ، ونتساءل في دهشة : هل فقد العالم خارطته فبات يتخبط في ظلام الجهل سعيدًا بعودته لعصور الظلام ؟ عالم يتفاخر دومًا بأن له قلبًا قد تحول إلى قطع من الصخور ، فهو لايتأثر بسعيه لقتل الأبرياء . ماذا ينتظر هؤلاء الذين اعتلوا مسرح الحياة ، وبرعوا في تقديم عرضهم اليومي دون ملل واهمين أنفسهم التي ضلت ضلالَا بعيدًا بأنهم مازالوا بشرًا.

يستمعون لبكاء الأطفال ، ويتغنون به ، وكأنه أصبح لحنًا يطرب أذانهم ! يصدرون كل أنواع الدمار ، والخراب لإخوانهم في الإنسانية ، وكأن الحياة في نظرهم قد تحولت إلى مباراة الفائز فيها خاسر في جميع الأحوال ! لايؤثر فيهم مشهد هذه الأم التي تحمل طفلها مهرولةً محتمية بظلها مستغيثة بكل من لديه بعض من ضمير أن يؤيها من جحيم أحاط بها.

تحت هذا الجحيم الكل يود أن يلوذ بالفرار . إن هذه الأطماع التي حركت هؤلاء جعلتهم يتسابقون في قتل الأحلام قبل تدمير الديار . عالمنا الغريب ماذا تبقى لديك من خلقٍ يجعلنا نتفق على وصفك بأنك مازلت مجتمعًا إنسانيًا؟!

الابتلاءات تنهمر كالمطر ، وتسير بسرعة الريح في محاولة لإفاقتك من غفلتك ، وأنت لاتهتم ، ولاتعير أحدًا سمعًا . ولهؤلاء نوجه كلماتنا تلك يامن تتغنون بالسلام ، وأنتم قاتلوه . يامن تترنمون بحق الإنسان في الحياة ، وتطلقون الشعارات بألسنتكم مدويةً كدوي طلقات أسلحتكم . تبتهجون بألوان الدماء التي تسيل فتأخذون منها مايكفيكم ؛ لتوقعوا بإرادتكم على عقد زوال إنسانيتكم.

متي ستدركون يادعاة الدمار في هذا العالم أنكم أبناء أب واحد ، وأم واحدة شئتم هذا ، أم أبيتم ؟ متى ستعودون لفطرتكم الأولى ؟ فتنصروا ضعيفكم وتؤمنوه ، وأنتم موقنون بأن هذه الأرض ، ومن عليها مصيره إلى زوال ؟ سئمنا ماتخططون له ، كرهنا ماتفعلون . لقد تعمدتم قتل ضمائركم ، ونسيتم أن تنظروا للخلف قليلًا ؛ لتستعيدوا هويتكم . عودوا إلى إنسانيتكم ، وكفى مافعلتم ، وماستفعلون.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 1691 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.