الثلاثاء , 16 أبريل 2024

همسات نفسية: خراب البيوت يبدأ من الفراش!

= 3298

—-

بقلم: عادل عبدالستار

قد لا يدرك البعض منا، بأن 80% من المشاكل الزوجية مصدرها الفراش، بكلام آخر العلاقة الجنسية بين الطرفين. هذا ما تؤكده أكثر الإحصائيات العالمية … وال 20 % الباقية تتوزع بين الوضع الإقتصادي أو المادي للزوجين، ومستوى الوعي والعلمي لكل منهما، إضافة للتربية الشخصية، وطباع كلاً منهما.

ومن هنا يمكن القول، إن العلاقة الجنسية وإشباع الرغبات الفطرية والغريزية، لكلا من الطرفين الزوج والزوجة، يعتبر عنصر أساسي في بناء علاقة زوجية صحية. وأي فشل في العلاقة الجنسية، يعني إنذار و مؤشر قوى لفشل العلاقة الزوجية.

وممارسة الجنس ليس مجرد عملية متعة فقط، بل الأمر يتعدى ذلك إلى الحياة العاطفية وأيضآ له علاقة وتأثير مباشر على الصحة الشخصية لكلا الطرفين.
و قد أشار الطب النفسى الى أن الجنس عملية نفسية قبل ان يكون عملية عضوية…. وعندما يفتقد الجنس الجانب النفسي والعاطفي فيه فانه يفقد الكثير من معناه ويتحول الي عملية اتصال جسدي بين اثنين تستغرق بضع دقائق وتنتهي.

و المرأه اكثر رقياً من الرجل فى هذا الامر …فيمكن اعتبار الجنس (الي حد كبير) غاية عند الرجل ووسيلة عند المرأه…. ولذلك لانجد كثيرا (او ربما مطلقا) نساءا تدمن الافلام الاباحية….. والغريب ان صناعة البورنو تبحث الآن عن عمل أفلام موجهة للنساء ولكني لا أظن انهم سينجحون في ذلك بسبب طبيعة النساء المختلفة تماما عن الرجال…. ونفسية المرأة من تلك الناحية معقدة جدا اكثر بكثير من الرجل الذي يثار ويسيل لعابه بسهولة من رؤية صورة او منظر او فيديو… علي عكس المرأة التي تثار اكثر من أذنيها ومشاعرها وليس من رؤية شخص عار أمامها.

ولإنجاح أي علاقة زوجية على الطرفين، إيلاء العلاقة الجنسية أهمية كبيرة، وهذا يحتاج من الزوجين في المقام الأول الحديث عن الموضوع بمنتهى الصراحة ودون أي خجل. وإعلام كل طرف الطرف الأخر بحاجته الجنسية ورغباته (فيما لا يتعارض مع الشرع طبعاً ) ويكون منفتحآ لنقاش أي شأن في هذا الإطار. وعلى كل طرف إحترام رغبات الأخر والسعي للإنسجام معها. لان الجمود ورفض تلبية حاجات الشريك بالطبع سيكون له نتائج سلبية على العلاقة الزوجية، ومع الزمن ستتراكم المشاكل ويوسع الفجوة بين الطرفين، وسيختفي مشاعر الود والحب بين الطرفين.

و على الازواج ان يعلموا أن ممارسة الجنس بانتظام وبشكل دوري، يؤدي إلى تحسن العلاقة العاطفية بينهما، ويعزز من الحياة الإسرية. وكلما كانت العلاقة الجنسية غير منتظمة أو متباعد الفترات، فإن هناك إحتمال كبير في تعرض أحد الزوجين، أو كلاهيما للاضطرابات النفسية، كالاكتئاب مثلآ، أو الإحباط وزيادة الضغط النفسي عليه. وسينجم عن ذلك لاحقآ مشاحانات ومشادات بين الطرفين. ومع إستمرار الوضع على هذا النحو ستبرد العواطف، ويخلق جفاء بين الطرفين وتتسع الهوة بينهمامع الزمن، وإن لم يتداركو الموقف ففي النهاية ربما انتهى الامر بينهم بالطلاق.

ايها السادة … رسالتى لحضرتكم … إنه في العلاقات (الصحية نفسيا وعاطفياً ) يصبح الجنس للطرفين (الزوج والزوجة ) وسيلة ممتعة وغاية ممتعة ايضا لتقوية العلاقة بينهما.
ايها الزوج .. تفهم طبيعة المرأه اولا للجنس … فثيرها ابتدائاً بمشاعرك و اهتمامك و رعايتك وغزلك لها
ايتها الزوجة .. تفهمى طبيعة الرجل اولا للجنس … فثريه بدلالك و دلعك و لبسك و مفاتنك .

ولكن اعلمى انتم الاثنين .. أن الجنس حالة يجب أن تعيشوها وليس مجرد اداء او لبس او اغراء .

حفظ الله بيوتنا .. حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا و ازهراً

———–

* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: الجودة أم الكمية؟

عدد المشاهدات = 659 «وينشأ ناشئ الفتيان منا…على ما كان عوّده أبوه»، إحدى الأمهات كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.