حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
يدعون إلى الظلام ويطفئون الشعلة المتقدة بين حنايا صدور المخلصين..يدعون إلى العودة للماضى البغيض ويهيلون التراب على وطن بدأ يسترد عافيته بعد وهن طويل..يدعون إلى الخديعة بسراب الوهم ووطن مزيف يشيدونه فى قاع الخيانة.
تعاهدوا على دعوات الفوضى ووأد الأمل وقتل الأحلام فى المهد..تعاهدوا أن يكونوا شوكة فى ظهر الوطن..تعاهدوا على خيانته ثمنا-دراهم معدودة..فباعوا أنفسهم فى سوق النخاسة..باعوا لمن يدفع الثمن.
يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو وعداؤهم للوطن شر مستطير..يعبثون بأمنه وإستقراره ولا يعرفون للخير طريقا..تسير خطواتهم على الدرب فى ركاب الخراب والدمار..فأضحت دعواتهم للهدم عنوان.
لم يصيحون يوما بدعوات للعمل فى ميادين الإنتاج..يصيحون فى ميادين الخيانة بدعوات الفوضى وهدم الأوطان..لم يقدموا الواجب صوب الوطن..ينكأون جراحه كلما جفت دمائه..لم يألمهم أيام الضياع وليال السواد الحالكة.
يسعون إلى تغييب الحقائق ونشر الخديعة..يسعون إلى تزييف الواقع ونسج خيوط الرذيلة..يسعون إلى جر الوطن لمعترك دوامة تتواصل على طول المدى..يسعون إلى حجب شمش المغيب بعد طول الغياب.
نصبوا أنفسهم على الوطن أوصياء وتوهموا أنهم حراس أبوابه..توهموا أن الوطن يعيش فيهم..بينما هم يعيشون فى الوطن..يمارسون فيه الخيانة- فى أبشع صورها..توهموا أن الوطن غافل عما يفعلون.
الوطن يعلم يقينا أن دعوات الغدر تتربص به..تسعى لتنال من إستقراره..تسعى لتعيده إلى سيرته الأولى..الوطن يعلم يقينا أن دعوات الغدر خيانة يمارسها حفنة من الخونة ومنعدمى الضمير..حفنة نبتت نبت الشياطين.
اللهم إرحم وطنى ونجه من الخونة والمتآمرين وأنت أرحم الراحمين..تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
————
* كاتب صحفي بالاهرام.
