الأحد , 28 أبريل 2024

عادل عبدالستار العيلة يكتب: ماتت المرأه الحديدية

= 9071

 

قدر لى فى بدايه حياتى العمليه ان يقول لى مسئولى فى العمل و كان انجليزى الجنسيه ( ان الذهب لابد وان ينصهر فى النار كى يصبح جاهز للاستعمال ) ( يقصد إنه كى تصبح مميز فى عملك فلابد ان تمر بالصعب اولا )
هذا بالضبط ما حدث لتلك المرأه الحديديه والتى توفت الى رحمة مولاها مؤخرا
تتعجب من صلابتها وصرامتها رغم طيبة قلبها
تتعجب من استنارتها و رجاحة عقلها رغم إنها أميه لا تقرا ولا تكتب
تتعجب من حسن ادارتها للامور رغم بساطتها و عفويتها الدائمه
تتعجب من تسامحها رغم كل ما تعرضت له من مكائد و خزلان من بعض الناس
لقد قامت بتربية تسع ابناء لم ينحرف منهم احد .. لم يخيب امالها منهم أحد .. لم يفشل منهم أحد … سبحان الله … انها نعمة الله على تلك السيده … كى نفهم نحن ان الله عادل وحكيم ولا يضيع أجر من أحسن عملا

لقد عانت تلك السيده كثيرا فى حياتها … كافحت … تعبت …صبرت … تحملت … رضيت … والاهم انها تمسكت بتلك الطاقه الاسطوره ( الامل )
واراد الله لها ان يرزقها بأبناء ابرار … جميعهم كانوا يسعون لإسعادها و لم يعصوا لها امراً ابداً
الى اخر يوم كانت تعطى الامر والجميع يطيع ليس بدافع البر فقط … إنما لانهم يعلمون و يثقون فى حكمة و استنارة و رجاحه عقل أمهم

ماتت المرأه الحديديه كما كنت اسميها دائما
ولكن سيظل كل ما قدمته لتلك الحياه كشعاع نور نهدتى به فى الطريق المظلم … فلقد كانت رائعه فى عطائها … عظيمه فى أدائها
لقد صنعت و خلقت حقأ الجمال فى نفوسنا

رسالة المقال … هى رساله الى اعلامنا غير المحترف و الذى دائم الخزلان لنا … لقد اهتم اعلامنا على مدار ثلاث ايام متتاليه بتلك الحقيره النكره التى ظهرت فى المهرجان الاخير حالقه شعرها ( زيرو ) تلك النكره التى لم تقدم شئ على الاطلاق للمجتمع … اهتم اعلامنا بتلك المضطربه نفسيا ولا ادرى ماذا قدم لنا حين سلط الضوء عليها ؟!! هل اراد زرع القبح فى نفوسنا … هل اراد ان يعلم ابنائنا الانحراف و صناعة القبح ؟!!

اهتم الاعلام بالقبح ولم يهتم بالجمال !! اهتم بما لا يفيد و ترك كل ما يفيد … للمره المليون اقول على اعلامنا ان يسلط الضوء على نماذج مثل تلك السيده التى قدمت للمجتمع رجالا تفرح حين تراهم … قدمت نموذج رائعا للمرأه المصريه التى تعلم معنى الحياه بشكل عام و معنى الحياه الاسريه بشكل خاص .. على الاعلام ان يسعى لاظهار الجمال و يدعو اليه كى يتشكل وجدان ابنائنا على ما يستحق و يترك مالا يستحق

رحم الله الحاجه فاطمه فلقد كانت من نوادر هذا الزمان … وجعل كل ما قدمته لنا فى ميزان حسناتها … و يرحم الله كل امواتنا … و ادعو الله ان يرزقنا حكمتها و استنارتها و حسن ادارتها

حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا وازهرا

——————————-
* كاتب و مؤلف

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 261 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.