الخميس , 16 مايو 2024
شيخ الأزهر د. أحمد الطيب

شيخ الأزهر: اتهام الإسلام بالإرهاب..استخفاف بالعقل والواقع والتاريخ!

= 853


أحمد عمران

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن عالَمنا المُعاصِر الذى نعيش فيه الآن تستبد به أزمات عديدة خانقة: سياسيَّةٌ واقتصاديَّةٌ وبيئيَّة، ولعل أسوأها وأقساها على دول العالَم الثالث وشعوبه أزمة الأمن على النفس والعرض والمال، والأرض والوطن، وافتقادُ السَّلام وشيوعُ الفوضى والاضطراب، وسيطرةُ القوَّة، واستِباحةُ حُرمات المُستضعفين.

وأضاف الطيب أن الأقسى من كل ذلك والأمرّ أن تُرتكب الجرائم الوحشيَّةُ الآن، من قتل وإراقة للدماء باسم الدين، وتحديدًا دين «الإسلام» وحده من بين سائر الأديان، حتَّى أصبح «الإرهاب» علمًا على هذا الدِّين ووصفًا قاصِرًا عليه لا يُوصف به دين آخر من الأديان السماوية الثلاثة، وهذا ظلم فى الحُكم، وتدليس يزدرى العقول والأفهام ويستخف بالواقع والتاريخ.

وأوضح شيخ الأزهر، خلال رده على عدد من الأسئلة من الحضور بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، أنه من البيِّن بذاته أن بعض أتباع الديانات الأخرى مارسوا باسم أديانهم، وتحت لافتاتها، وبإقرار من خواصهم وعوامهم، أساليب من العنف والوحشية تقشعر منها الأبدان، وتشيب لها الولدان، وإلَّا فحدثونى عن الحروب الصليبيَّة فى الشرق الإسلامى، والحروب الدينية فى أوروبا، ومحاكم التفتيش ضد اليهود والمسلمين، ألم تكن هذه الحروب «إرهابًا» ووحشيَّة، ووصمة عار فى جبين الإنسانية على مر التاريخ!!.

وأكد الإمام الأكبر أنه قد يقال إن هذه التجاوزات أصبحت فى ذمَّة التاريخ، ولم يَعُد لها تأثير تنعكس آثاره المُدمِّرة على عالم اليوم.. وإذن فحدثونى عمَّا يُسَمَّى الآن بالحرب الصليبيَّة الثانية، وهذه العبارة لم يجر بها لسانى بسبب من وحى الصراع الذى نعيشه فى العالمين: العربى والإسلامي، وإنَّمَا هى عنوان لكتاب صدر لباحث أمريكى مشهور هو: جون فيفر، عنوانه: «الحرب الصليبية الثانية: حرب الغرب المستعرة مجددًا ضد الإسلام».

وأشار الطيب إلى أن النظر فى تاريخ: «الإرهاب المقارن» أن صحَّت هذه التسمية، يثبت أن المسلمين كانوا فى قمة الإنصاف والموضوعية، وهم يفرقون بين الأديان ومبادئها ورموزها، وبين انحرافات المنتسبين لهذه الأديان.. أن علماء المسلمين ومؤرخيهم كانوا يسمون هذه الحروب الإرهابية بحروب الفرنجة، ولم ينسبوها للأديان التى نشبت هذه الحروب باسمها، بل ما نسبوها حتى للصليب؛ وعيًا منهم بالفرق الشاسع بين الدين كهدى إلهي، وبين المتاجرين به فى أسواق الأغراض والمصالح وسياسات التوسع والهيمنة.

وأكد أن ما يقع على بعض المسيحيين من اضطهاد وتشريد وتهجير فى الآونة الأخيرة؛ يقع أضعاف أضعافه على مئات الآلاف من المسلمين الذين هلكوا هم ونساؤهم وأطفالهم فى القفار والبحار، هربا من الجحيم الذى يلاقونه فى بلادهم، أقول: إذا كانت بعض المؤسسات الدينية الكبرى فى الغرب قد سمحت لنفسها أن تطلق هذا النداء، فإنى – بدورى أناشد عقلاء العالم وحكماءه وأحراره لحل مشكلات اضطهاد غير المسلمين للمسلمين فى الشرق وفى الغرب أيضا، حتى يتحقق الأمن ويَعُمَّ السلام، وتَنعمَ الإنسانيةُ شرقا وغربا.

 

شاهد أيضاً

تعرف على فضل وأسرار قراءة سورة البقرة في البيوت

عدد المشاهدات = 21092 ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.