حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مضي أكثر من خمس سنوات علي ثورات الربيع "العربي "التي انطلقت من تونس بعد واقعة حرق "بائع الخضار "التونسي محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر عام 2010 أي من حوالي خمس سنوات وأربع أشهر ومرت موجة "الربيع العربي " بكل من "مصر وسوريا واليمن وليبيا" وكانت النهاية يوم 20 أكتوبر عام 2011 عندما قتل الرئيس الليبي معمر القذافي .
ومع ذلك ظلت توابع هذه الثورات مستمرة حتى اليوم ولم نجد باحث أو مركز متخصص يصدر دورية بحثية شاملة تضع هذه الثورات في "الميزان "ما لها وما عليها مع الإجابة الشافية الموثقة علي السؤال الدائم هل استفاد "العرب"من ثورات الربيع العربي وهل تحققت الحرية المنشودة وهل عم "الرخاء" أرجاء الوطن وهل وجد العدل وهل ترسخت قواعد الديمقراطية الحقيقية وهل تعافي الاقتصاد العربي وهل أصبح للعرب درعا وسيفا لمواجهة الغرب وهل وهل وهل أسئلة كثيرة دون إجابة حقيقية موثقة .
المشهد الواضح للجميع "انهيار" وليس تراجع الاقتصاد العربي دمار البنية التحتية لمعظم الدول العربية التي أصيب بالثورات تشريد وقتل الملايين ودمار البلاد وهروب العباد من الموت الي الموت "بحرا وجو وبرا " فلاجئي سوريا والفارين من داعش "ليبيا" خير دليل على تفكك اجتماعي غير مسبوق في تاريخ "العرب" بالاضافة إلى ظهور المذهبية والطائفية والعنصرية والتشدد والتطرف والارهاب .
دمار "سوريا " و"ليبيا "و"اليمن "و"العراق " انتهاء القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل عودة الاحتلال الأجنبي لعدد من الدول العربية.. ففي "سوريا "روسيا وفي "ليبيا "ايطاليا وبريطانيا وفرنسا بالإضافة الي أمريكا المحرك الرئيسي للمشهد في الشرق الاوسط .
أن ثورات الربيع العربي لو وضعت في "الميزان "علي كافة الأصعدة لأدرك "الجميع " حجم الخراب والدمار الذي حل بنا ، وان العرب يحتاجون الي سنوات طويلة حتى تعود بلادنا الي سابق عهدها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فلقد تراجعنا كثيرا، ويجب علي الجميع التكاتف من اجل تصحيح المسار ، فعندما تقتل وتهدم وتخرب تحت مسمي الحرية والديمقراطية لن تحقق شيئا سوي المزيد من "الخراب " والدمار والقمع المبرر ، فليس "حرا" من لا يملك قوت يومية ..لان الكلمة لا تخرج من "الرأس " إلا عندما يكون القوت من الفأس ونحن أصبحنا لا نملك قوتنا وان ملكناها لا نستطيع أن نحقق به اكتفائنا الذاتي .
في الحقيقية نحن نملك منابر "كلامية " قوية ليس لها مثيل في العالم من الصحافة والإعلام و"السوشيال ميديا" منابر تهدم وتفرق فقط، وتساند "الخراب " والدمار ..فلقد انتهي العمل من خمس سنوات وبدأ مسلسل طويل من الجدل لا نعرف متى سينتهي .
وختاما ..هذا جزء مقتضب من مسلسل طويل للإجابة عن بعض التساؤلات حول ماذا جنت ثورات الربيع العربي علي الشعوب العربية.. اعتقد ان الموضوع يحتاج الي دراسة متزنة من مراكز بحثية متخصصة لرصد كل التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لثورات الربيع العربي علي العرب ثم تطرح علي الرأي العام وكل من يدعو الي مزيد من الثورات وكل من يساعد علي توفير أسباب الثورة .
