حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
فى واحدة من وقائع النصب والاستغلال المتكررة التى يتعرض لها السائح فى مصر، الواقعة التى انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى، لعامل بازار وحارس بأحد المساجد الأثرية، حيث قاما بأخذ أموال من سائح مقابل صعوده لمئذنة أحد المساجد الأثرية.. وبفضل جهود الأمن تم ضبطهما تمهيدا لمحاكمتهما طبقا للقانون. لأن زيارة السائح للمسجد الأثرى مجانية!!
إلى هنا والكلام جميل … مواطن استغل سائحا وأخذ أمواله بالاحتيال عليه، وتم ضبطه بفضل جهود الداخلية.. ولكن أن ندعى أن هناك زيارة مجانية لمسجد أثرى .. أو غير أثرى فهذه هى المبالغة بعينها، ونبقى بنضحك على روحنا!!
وهى آفة السياحة فى بلدنا… ولو كنا جادين فى رغبتنا فى جذب أعداد أكبر من السائحين كما ندعى ونطنطن فى كل المؤتمرات بمناسبة وبدون مناسبة، فعلينا أن نواجه انفسنا بالحقيقة.. فأين هو المكان فى مصر المحروسة الذى يستطيع أن يدخله السائح دون ان يتجمع حوله القائمون على المكان محاولين تقليبه فى كام دولار أو يورو.. ولو حتى فى كام جنيه مصرى ما فيش مانع!!
هاتولى مكان واحد ممكن حد فيه يسيب السائح الأجنبى أبو شعر أصفر وعيون زرق من غير ما ياخد منه اللى يقدر عليه، ده حتى لو مشى فى الشارع لن يسلم من باعة المحلات اللى ناقص يجروه جرًا من ملابسه، ولا من سواقين التاكسى اللى بيضاعفوا البنديرة مرتين تلاتة، ولا المتسولين (وهؤلاء مصيبة لوحدهم) فقد تربوا على ثقافة (جيف مى وان دولار).
السياحة لن تزدهر فى مصر بالآثار الفرعونية المحاطة بالبلطجية والمتسولين!! ولا بالشواطئ الساحرة ولا بالفنادق الفاخرة ولا بأفلام الدعاية المضحكة بفكر الستينيات!!
السياحة ستزدهر فقط لما السائح يعرف يمشى فى الشارع فى حاله، ويعرف يدخل ويخرج فى أى مكان زى مواطن البلد نفسه بدون استغلال أو (تلاقيح جتت).
وللناس اللى بتسأل هى السياحة كتير فى إسبانيا وفى فرنسا وفى تركيا ليه؟
الإجابة ببساطة لأن السائح يقدر يدخل المسجد هناك مجانا.. بحق وحقيقى، ويقدر يلاقى حمامات نضيفه فى الشوارع والمزارات السياحية.
ولكن فى المحروسة الدخول لأى مكان بفلوس لحد ما يظهر البوليس!!
—————————–
* مدير تحرير أخبار اليوم
