الإثنين , 29 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: اتحضر… واتـكدر!

= 2614

منذ أن أطلقت وزارة البيئة ووزيرتها شعار «تحضر للأخضر»، حتى انتابتنا حالة من التفاؤل وافتكرنا ان الشجر الناشف هيبقى ورور، والطير هيبقى لعبي ومتهور!!

واعتقدنا أن الدنيا ربيع والجو بديع، لكن فى الحقيقية من يومها بقى وعينك ما تشوف إلا النور!!

لأن ماحدث كان عكس ذلك تماماً..وبدلا من أن يكون معنى شعار تحضر للأخضر أن تتبنى الوزارة عمليات تشجير واسعة فى الشوارع والميادين فى كل محافظات مصر، لزراعة الأشجار المثمرة او أشجار الظل، انقلبت الأمور الى النقيد، وفوجئنا بحملات واسعة لاغتيال اللون الأخضر من شوارعنا البائسة!!

واصبح الحال الذى يراه الجميع أننا نستيقظ كل يوم لنفاجأ بقطع الأشجار فى كل الشوارع والميادين، وتحويل أخشابها لفحم ينفع فى شرب الشيشة!

بعد تحويل الحدائق الجانبية الى أكشاك ومقاه!!

وأصبحت ألوان شوارع القاهرة لونين لا ثالث لهما، إما أصفر أو رمادي!!

وللحق فإننى لست أدري ماذا كانت معالي وزيرة البيئة تقصد عندما رفعت شعار حملة “تحضر للأخضر”!

لأنها بالتأكيد لم تكن تقصد مافهمناه جميعا عن طريق الخطأ من أن تحضر للأخضر معناها أننا هنزرع أشجار تجمل شوارعنا، وتخفف من شدة حرارة الصيف القائظ الذى سيهب علينا قريبا ولن نجد ظل شجرة نستظل بها!

ولأننا فهمنا شعار “تحضر للأخضر” غلط، فلهذا لم نقرأ أو نسمع تصريحا واحدا لوزارة البيئة ووزيرتها اعتراضا على قطع الأشجار، وتحويل شوارعنا لكتل أسمنتية من المبانى خالية من كل مظاهر الجمال، فى وقت تتسابق فيه الدول من حولنا لتحويل صحاريها الى وديان خضراء، وتتنافس دول العالم فى زراعة الأشجار ونشر الخضرة فى شوارعها ومدنها لجذب السياحة وتلطيف مناخها، وتعليم الأطفال معنى الجمال واحترام الأشجار.

عموما فى كل الأحوال علينا أن نسمع كلام وزيرة البيئة ونتحضر للأخضر.. وأدينا قاعدين نتحضر.

——————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6971 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.