صامتون رغم الجرح لا يعرفون الفرح .. لا نشعر بأوجاعهم .. يدفنون آلامهم .. يصبرون على نزف دماءهم .. يضحكون بيننا ثم يتوارون سريعا حتى لا نلمح الدمع في عيونهم .. يمنحونا الأمل وهم بقلوب مهزومة من قسوة وظلم الزمان ..
هم أشجار جميلة في بستان العمر تثمر ورودا من المحبة والمودة تعطينا الأمان .. ينبوع من المشاعر الرقيقة ونهر متدفق من الحنان..
هم نوع مختلف من البشر .. نتعلم منهم الصبر مهما كان الظلم .. والعطاء مهما كان الجفاء .. ينقشون على جدران قلوبنا لوحات بديعة من المعاني والقيم النبيلة بريشة الوفاء ..
يفجرون في عيوننا بحور من النقاء .. نستظل بصفاء نفوسهم من لهيب الآلام .. يطربون الأحاسيس ويشدون بأجمل الألحان وأرق الأنغام .. نهرول نحوهم في وقت الانكسار ولا نتعب من طول الانتظار .. فوحدهم أحضانهم تعطينا الدفء في ليالي البرد القاسية ..
قلوبهم المعطاءة الوحيدة القادرة أن تبدل ما نفوسنا من يأس لأمل .. غيابهم يعني غياب نور الشمس وضياء القمر .. رحيلهم يعني موت القلب وتوقف حلم العمر.. في بعدهم ينضب نهر الحنين وتتوقف السنين .. ويغادر القلب الفرح ويسكنه الأنين .. نختصر فيهم الحياة .. لأنهم منية القلب وحلمه وأمله ومنتهاه..