الإثنين , 6 مايو 2024

جيهان السنباطى تكتب: إرحمونا..وشوفوا شغلكم!

= 1314

Gehan Sonbaty


تعرضت الإسكندرية يوم الأحد الماضي لأمطار غزيرة ورياح شديدة , وخلال ساعات قليلة فقط تغيرت ملامح شوارعها , حيث تحولت الى مايشبه التُرع , مياه تجرى حاملة القمامة والقاذروات , وسيارات تغمرها المياه , ومنازل إقتحمتها المياه فأغرقتها , وأهالى يستخدمون القوارب الكاوتش لعبور الشارع , وآخرون يستغلون الكارثة فيعرضون على المارة دفع مبلغ من المال مقابل حملهم على الأكتاف لعبور الشارع .

لم يكن هطول الأمطار بمثل هذه الغزارة على محافظة الإسكندرية مفاجئاً أو غريباً , بل هو أمراً كان متوقعاً.. فمن المعروف لدى كل أهالى المحافظة أن الإسكندرية تتعرض لعدد من النوات حتى أنهم يعلمون مواعيدها واسمائها وشكلها , وما تعرضت له الإسكندرية يوم الأحد الماضى ماهو إلا نوة تسمى "رياح الصليبة" وهى أول نوة تتعرض لها الإسكندرية هذا الشتاء والمعروف أنها تستمر ثلاثة ايام وتصاحبها رياح شديدة غربية بل الأغرب فى الأمر أنه تم التحذير منها قبل موعدها بأسبوع ولاحياة لمن تنادى.

ومادمنا لانستطيع التحكم فى الظواهر الطبيعية لأنها بيد الله سبحانه وتعالى، فكان لابد ان يكون لنا تصرف آخر، وهو الإستعداد التام لمواجهة كل الإحتمالات والأخطار الناتجة عنها.. أى نعد العدة بتوفير عربات شفط المياه من أماكن تجمعها بشكل سريع حتى لايكون هناك تأثير على حركة المرور وتنقل المواطنين وتجهيز البالوعات وإجراء الصيانة السنوية اللازمة لها وإعلان حالة الطوارىء فى المحليات لمواجهة أى خطر ولو على الاقل خلال فترة النوة.

لكن ماحدث على أرض الواقع خلال هذه النـــوة هو الغياب التام للمحليات واللامبالاه البغيضة من جانب المحافظ "المستقيل" هانى المسيرى الذى لم يعد العدة لمواجهة هذا الخطر ولم يضع الحلول السريعة له رغم أنه يعلمها جيداً بإعتباره محافظاً لها ومن المفترض أن يكون دارساً لظروف محافظته وهو ما تسبب فى وقوع ضحايا بين قتلى وجرحى من أبناء المحافظة، بالاضافة الى الخسائر المادية التى تكبدها الأهالى التى أغرقت المياه منازلهم ومحلاتهم التجارية وأفسدت سياراتهم وممتلكاتهم.

لذا … عفواً ايها المحافظ "المستقيل"… لم يكن هذا الخطأ خطأ عادياً , فهو الإهمـــال بعينـــه والإعتذار عنه غير مقــــبول , لقد أهملت وأنت المســئؤل عن كل مواطن وعن كل شبر فى محافظتك ومع ذلك لم تقم بواجبك تجاهها ولاتستحق هذا المنصب فكان لزاما عليك أن تتركه لمن يستحقه.

الخوف كل الخوف ألا تكون كارثة الإسكندرية هى الوحيدة , بل تُبلى محافظات آخرى بنفس الكارثة خاصة وأن الحكومة الحالية كما التى سبقتها لا تمتلك خطة لمواجهة الأزمات ..فالى متى سنظل ننتظر وقوع الكارثة ثم نتابع الحدث ببرود أعصاب ثم نطلق التصريحات المستفزة ونحن على مكاتبنا , والى أن نعى خطورة الموقف , تكون دائرة الخطر قد إتسعت وأعداد الضحايا إرتفعت وما يمكن إصلاحه وتفاديه فى خبر كــــان .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 13461 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.