حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مسقط – حياتي اليوم
ساهم الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان في ازدهار النشاط البحري عبر العصور وكان القوة الدافعة لازدهار الموانئ العمانية ولا تزال السلطنة واحده من الدول الرائدة في النشاط البحري كما لا تزال موانئها الكبيرة في مسقط ، صحار وصلالة تلعب دورا مهما في المحافظة على هذا التراث البحري العريق .
ويؤكد التاريخ هذه الحقائق، ففي رأس الجنز، تم العثور على بقايا قارب مصنوع من السعف كان يستخدم في التجارة مع الهند قبل 4500 سنة ويعد هذا القارب خير شاهد على أن السلطنة التي كانت تعرف في ذللك الوقت باسم "مجان " كانت لها علاقات تجارية عن طريق البحر مع المدن القديمة مثل أور وسومر في العراق . وولاية كوجرات في الهند ، كذلك شهدت السلطنة انتعاشا كبيرا بسبب تجارة النحاس التي كانت رائجة في صحار وسمد الشأن وجزيرة مصيره والعديد من المواقع الأخرى آنذاك .
ومع التطورات العالمية بات النقل البحري في سلطنة عُمان يلعب دوراً محورياً باعتباره رافداً مهماً من روافد دعم الاقتصاد الوطني، وفي هذا السياق تقوم وزارة النقل والاتصالات العُمانية بالتعاون مع الفريق الاستشاري للشؤون البحرية بمشاركة عدد من المختصين العاملين في قطاع النقل البحري بالعمل على تطوير قطاع النقل البحري من خلال طرح الأفكار وتبادل المرئيات للوصول إلى زيادة العوائد الاقتصادية.
ومن أجل ذلك قطعت سلطنة عُمان شوطا كبيرا في توفير البنية الأساسية لقطاع النقل البحري، ولعل موانئها الثلاثة، مسقط ، صحار وصلالة والتي تستقبل أكبر سفن العالم هي من أهم الشواهد على هذه الجهود ويربطها طرق متطورة ومطارات حديثة، يأتي ذلك في وقت تتجه فيه السلطنة إلى زيادة مساهمة قطاع الموانئ في الناتج المحلي ليكون أحد البدائل الاستراتيجية في تنويع مصادر الدخل.
يذكر أن الفريق الاستشاري للشؤون البحرية، يعمل على تبني أفضل السبل والممارسات لتطوير قطاع النقل البحري بالسلطنة حيث وضعت وزارة النقل والاتصالات له مجموعة من المهام أبرزها المساهمة في وضع مقترحات تؤدي إلى تطوير متواصل للقطاع ومناقشة سبل تطوير التعليم والتدريب في السلطنة والمساهمة في تقديم المقترحات لتحسين الاجراءات الرقابية على جميع الأنشطة البحرية في البحر الاقليمي العماني وتقديم المقترحات اللازمة لتشجيع الاستثمار فيه.
