الخميس , 25 أبريل 2024

المواجهة … أحد أسرار الناجحين

= 1424

 

بقلم: د. سناء الجمل

كثير من الناس يذهبون إلى الطبيب ليس لتلقى العلاج فحسب، بل ليسمع شكواهم ويطمئنهم أو ليشرح لهم حقيقة حالتهم ويواجههم بها… هكذا أنت عليك أن تواجه نفسك دائما بالحقيقة وتطلع على نقاط قوتك وضعفك حتى تتمكن من إيجاد العلاج المناسب لكل مشكلة تواجهك، بينما كبت المشاكل وإخفاءها والتظاهر بأن كل شيء على مايرام لن تكون نتيجته إلا مزيدا من الضغوط والصراعات الداخلية والإخفاقات المتتالية في أعمالنا ودراستنا وحتى مواقفنا اليومية في الحياة… لذلك عليك المواجهة بشجاعة والإعترف بأخطائك وذنوبك لتتدارك ما وقعت فيه من أخطأ وتحاول تجاوزها ووضعها في جراب الخبرات الحياتية التي واجهتها وستواجهها كل يوم… فنحن نخطئ لأننا بشر لسنا ملائكة أو أنبياء، أوجدنا الله على هذه الأرض لنعيش التجربة ونحكم عقولنا وإرادتنا لاختيار الطريق المناسب لأهدافنا وأحلامنا.

ولعل أهم سر تبناه الأشخاص الذين نجحوا في الوصول إلى أهدافهم، أنهم واجهوا أنفسهم واعترفوا بضعفهم وأخطائهم وتمكنوا من وضع أهداف جديدة لحياتهم التي يتطلعون لصناعتها، وكانت نتيجة المواجهة ومصارحة النفس أنهم أصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم وأكثر دراية بمهاراتهم وقدراتهم ونقاط قوتهم ومواطن ضعفهم… تعرفوا على القدرات التي بثها الله في داخلهم وواجهوا أسرارهم الدفينة وذكرياتهم الأليمة بقوة وشجاعة فعززوا ثقتهم بأنفسهم وأدركوا الكنوز الموجودة في أعماقهم.

فلماذا لا تواجه نفسك وتقف معها وقفة مصارحة صغيرة يمكنك بعدها أن تحدد هدفك في الحياة، وماذا تريد؟ وكيف تخطط للوصول إلى ما تريد؟ واجه نفسك وحدد هدفك وأسعى جاهدا للوصول إليه ولا تسمع صوت المحبطين بأنك لن تحققه أو أنك تأخرت كثيرا أو أن الوقت لم يعد مناسبا والظروف لم تعد مواتية، ابتعد عن المحبطين، استمر في طريقك… دعهم يثرثروا وأنت حقق أحلامك… إن كنت متيقنا من تحقيق أهدافك فلن يزحزحك أحد عن المكان الذي تستحقه… إذا كان لديك حلم فعليك أن تقاتل من أجله… إن تصبر من أجله… إن تكافح من أجله… إن تضحي من أجله… بهذه الطريقة تصبح الأحلام حقيقة نداعب بها قلوبنا… ما ينقصك ليس أحلاما أو أهدافا… ما ينقصك هو معرفتك الحقيقية لنفسك ومعرفة إمكانياتها ودورها في الحياة.

ما ينقصك هو إيمانك بنفسك فاعتقادك عن نفسك يشكل جوهر وماهية حياتك… فلو واجهت نفسك ورأيت أنك شخص متميز يستطيع ترك بصمته في الكون وآمنت بذلك ستفعل ذلك حتما… ولو كنت ترى نفسك ضعيفا مسلوب القوة خائفا فالفشل سيكون حليفك.
هكذا هي الحياة وهذه هي قوانينها… تعطي لمن يؤمن بحلمه.

ويصدقه… ولمن يحرص على الخوض في أعماق نفسه واستخراج كنوزها، من يبحث ويلح في السؤال ويطارد حلمه أينما ذهب، لا تعطى للحالمين فقط، بل تعطي للملتزمين من أجل طموحاتهم… لأن الإنسان العادي يريد النجاح ويتمناه… أما الإنسان الطموح فيلتزم ويجتهد من أجل النجاح… يعمل وهو مؤمن بنجاحه لأنه يعرف بأن حياته هي من صنعه واجتهاده وليست مجرد مصادفة، إذن واجه نفسك وجدد حياتك.

—————

* استشاري الصحة النفسية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3030 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.