علي مقهى بعيد
مسافة ألف عام
بنهاية تسابيح الأيام
اجتمع وذاتى الأخرى
وبعض الصعاليك
تلتهمنا أبيات الشعر
وقليل من الموسيقى
ينزعنا الحنين من الطين
ينثرنا
يغزل منا
قوافيا عبثية
جدالا حول الماهية
وطنطنات قديمة
وأقوالا سوداء محنطة
وأحاديث لا معنى لها
وجدالا عقيما عن العبثية
وأفلام السنيما
وكيف الصبح لم تعد تغزله صبية
وأحوال الدراويش
وساحة العشق الفارة المنسية
يسألني درويش عن أحوال القصيدة
وأشجار الزيتون
والحسان
والقضية
القضية هانت
استبيحت
تكسرت أعمدة البيت العتيق
ولولا الطفل ذو الشعر الأجعد
الغازل من تصاريف الدهر
وشاحا وكوفية
لقلت بملء فمي:
لم تعد هناك قضية
ضاعت فلسطين
أصبحت بلدة منسية
وكيف الحب ؟
أمسى في القلب خبرٌ سخيفٌ
والحسان اختفين خلف قصائد الخيبة
أحرقنا الزيتون وطرح البيلسان
ولكن مازلنا نقاوم!
نعم ..
في صالات الرقص والحانات
مازلنا نقاوم !
على أرصفة بلاد تبعد مسافات
عن وطن كسيح
مازلنا نقاوم !
على مقهي نرتشف الحسرة
ونشعل الهراء
مازلنا نقاوم !
علي صفحات الجرائد البلهاء
مازلنا نقاوم !
نقاوم بلا تعريف
بلا أبجدية
نقاوم وبكل همجية
أيضيع …
ما تبقى من القضية ؟!