الجمعة , 3 مايو 2024
الدكتور إيهاب عيد

الدكتور إيهاب عيد: 10 أخطاء يرتكبها الآباء في تربية الأبناء..و14 نصيحة للعلاج

= 6373

 


حوار أجرته: د. جيهان رفاعي

أولادنا هم السنابل الخضراء فى صحراء حياتنا وهم فلذات أكبادنا، وقطعة من قلوبنا لذلك لابد من الاهتمام بصحتهم النفسية والسلوكية فى مثل هذه الظروف من تعرض العالم لوباء كورونا الفتاك ، مما دعا لأن يكون لى هذا اللقاء الهام مع فارس من فرسان جيش مصر الأبيض .. . مع الاستاذ الدكتور إيهاب عيد … أستاذ الصحة العامة والطب السلوكى بجامعة عين شمس ، ووكيل كلية الدراسات العليا والطفولة بجامعة عين شمس سابقا..

وإلى الجزء الثاني من الحوار :

س: هل هناك أخطاء يرتكبها الآباء فى تربية أبنائهم …؟

ج: هناك أخطاء يرتكبها الآباء :
الخطأ الاول:
هو التدليل و “التدليل الزائد الذى يتبعه بعض الآباء بدافع من الحب، وتبدو هذه الحالة بصورة واضحة فى الطفل الأول أو الطفل الذكر بعد عدد من الإناث ، والذى يتم التعامل معه بشكل استثنائى فى التدليل وأيضا فى حالة انفصال الأبوين ، حيث يرغب كل طرف فى جذب مشاعر الطفل له عن طريق تلبية كل طلباته ، وهنا تظهر لدى الطفل عادة فى غاية السوء ، وهى “اللعب على الاختلاف” ، حيث يدرك الطفل أن الاختلاف بين والديه هو أفضل وضع له ، ويبدأ فى نفاق كل منهما للحصول على مزيد من الأشياء المادية … وأحيانا يتبع هذه الطريقة الآباء بغرض تعويض الطفل عن أشياء معينة مثل غياب الأب لفترات طويلة واستبدال دوره التربوى بهدايا عينية للطفل … لذا يجب أن نشير إلى أن تلبية كل طلبات الطفل وإغداقه بالهدايا بسبب أو بدون يضره أكثر مما ينفعه ، فالطفل الذى اعتاد الحصول على كل شىء بدون تقديم المقابل يصل لمرحلة من الزهد ويفقد الإحساس بالإعجاب ، كما تنمو لديه طباع مثل الطمع والأنانية وينشأ إنسان غير قادر على العطاء وراغب دائما فى الحصول على الأشياء دون مقابل” .

الخطأ الثانى:
وهو عدم القدرة على الاستماع للآخرين: “يشكو الآباء من أن أطفالهم لا ينصتون إليهم ، ولكنهم لا يدركوا أنهم منذ البداية لم ينموا فيهم حسن الإنصات ، فالتعامل مع الطفل بغرض لفت نظره إلى الحديث يتطلب أن نجعل حديثنا ممتعا كتغير نبرة الصوت أو تقليد أصوات الحيوانات للفت نظره وتعويده على الاستماع ، كما يجب أن يلتفت الآباء إلى طريقة استماعهم لأطفالهم ، ففى حالة تعاملهم مع حديث الطفل بشىء من اللامبالاة أو مقاطعته سيبدأ فى التعامل بنفس الطريقة تجاههم وتجاه الآخرين فيما بعد ، ونساعد نحن بدون أن نشعر فى تنشئة إنسان لا يستمع إلا إلى صوت نفسه ولا يحترم آراء الآخرين”.

الخطأ الثالث:
وهو الترهيب والتخويف ، وغالبا ما يلجأ إليه الأبوان تحت وطأة الاحتياج فى موقف معين بغرض إبعاد الطفل عن فعل ما ، ويكون غالبا باستخدام كائنات خرافية، أو حتى أشخاص بعينهم يتعامل معهم الطفل فى محيط الأسرة مثل الأب أو العم أو أى فرد آخر ، وهذه الطريقة تأتى بنتائج سلبية للغاية على الطفل ، وأول نتيجة على المدى القريب هى إصابته بالكوابيس الليلية وأحيانا التبول اللاإرادى ، كما أنها تعمل على توتر العلاقة بين الطفل وأبويه؛ لأن العلاقة المبنية على الخوف هى علاقة غير صحية ، ويجب أن تكون علاقة الطفل بأبويه مبنية على الحب والاحترام وليس الترهيب والتهديد ، وهو ما ينتج عنه حالة من فقدان الثقة والمصداقية فى الأبوين عندما يتقدم الطفل فى السن نوعا ما ، ويبدأ فى إدراك الحقائق وأن كل ما كان يستخدمه أبواه من أساليب لترهيبه ما هى إلا أشياء وهمية لا وجود لها” .

الخطأ الرابع:
إنشاء طفل شديد العناد ، ورغم أن العلماء يشيرون إلى أن العند لدى الطفل هو أحد مؤشرات الذكاء ، وغالبا ما يشكل العامل الوراثى نسبة كبيرة منه ، وبالتالى فالطفل يكون لديه استعداد مسبق لاكتساب هذه العادة نكملها نحن ، والطفل فى سنوات عمره الأولى يكون لديه إحساس بأن الكون كله يدور فى فلكه ومسخر لخدمته وهو إحساس طبيعى عند جميع الأطفال فى مثل هذه السن والعمل على الحد من هذا عن طريق تجنب التدليل الزائد وتلبية كل طلبات الطفل، لنوصل له رسالة مفادها أن ليس كل ما يريده ويرغبه متاحا ، وأن الكون ليس ملكا له وحده ويجب أن نعلم أن عادة العناد عند الطفل بقدر ما تمثل من إزعاج للأبوين، فهى من العادات الجيدة فى حالة استخدامها بالشكل السليم ، فالطفل العنيد إنسان مثابر يرغب فى الوصول لأهدافه ، ولترشيد هذه العادة يجب على الأبوين استخدام قدرته على المثابرة فى إنهاء الأعمال كإتمام قصة أو لعبة، ويجب عدم إعطائه شيئا قبل إتمام ما كان يقوم به ، ويجب أن لا نتعامل معه بعند كأن نجعل قائمة الممنوعات أكثر من المسموحات ونكثر من قول كلمة لا .

الخطا الخامس:
إنشاء طفل عصبى وعنيف ، العنف أصبح ظاهرة فى المجتمع وحتى فى أفلام الكرتون المخصصة للأطفال ، لذا أصبح طبيعيا أن نجد الأطفال يأتون بأفعال عنيفة فى التعامل ، وما علينا فعله هو القيام بقدر من الرقابة على ما يشاهده الطفل فى الإعلام ، كما يجب علينا التحكم فى أعصابنا وطرق تعاملنا مع الطفل أو مع الآخرين أمامه ، وذلك حتى نوصل للطفل رسالة أن الصوت العالى والعنف ليس من طرق التعامل بين البشر”.

الخطأ السادس :
الغضب … فى كثير من الأحيان نغضب على أبنائنا لأمر لا يستحق الغضب، ويكون سبب غضبنا كثرة ضغوط الحياة علينا وينبغى أن نفرق بين ضغط الحياة علينا وضغطنا على أبنائنا، فلا يكون أبناؤنا متنفسا لنا من ضغط الحياة .

الخطأ السابع :
الاستهتار … بستهتر بعض الآباء بمشاعر الأبناء أمام الأصدقاء والأهل كأن يتحدث الوالدان عن بول الابن بفراشه، أو أنه يعانى من صعوبة فى النطق، وهذا يترك أثرا سلبيا على نفسية الطفل وقد تزداد حالته سوءا .

الخطأ الثامن:
كثرة الانتقاد … أننا نكثر من انتقاد تصرفات أطفالنا يوميا ، ففى هذه الحالة نحن نربيهم على الشك بقراراتهم وطريقة تفكيرهم ، والصواب أن نحاورهم بدلا من انتقادهم ونتقن طريقة التربية بالقصة .

الخطأ التاسع :
الانتقاد الدائم … اننا ننتقد أبناءنا على كل خطأ صغير وكبير ، والصواب أن نغض الطرف عن بعض الهفوات، أو نجمع كل ثلاثة أخطاء بتوجيه واحد حتى لا يكره أبناؤنا نصائحنا .

الخطأ العاشر:
عدم وجود قانون أو نظام فى البيت للطعام والأجهزة والملبس ،والعلاقة بالأصدقاء ، فيجب وضع قانون ونكون حازمين بتطبيقه وإلا نشأ أبناؤنا على الفوضى.

س: فى النهاية روشتة من حضرتك لكل الآباء والأمهات حتى ينجحوا فى تربية أولادهم .. ؟

ج: هناك صفات يجب أن يتحلى بها الوالدان كمربين ناجحين لأطفالهم ، وهناك مثاليات ومهارات للجودة الشاملة لكى يكون الأب أو الأم مربيا مثاليا، وهذه الصفات تنطبق على كليهما؛ حتى يتمتعوا بأداء رفيع لفنون التربية الصحيحة لأبنائهم ، وهذه الصفات لا نهاية لها ومنها :

1-المربى هو الوحيد من يفكر بالحب غير المشروط ، فهو الذى يقبل طفله بأى شكل هو عليه وبنقاط ضعفه قبل قوته ، ومن المستحيل أن يرهن حبه لأبنائه بأداء عمل معين من جانبهم .

2- هو الذى يتلطف فى التعامل مع أولاده وأمهم ، يعلمهم النزاهة بلا إسراف ولا غرور ، بمعنى أن يتعاملوا مع الناس بدبلوماسية والتقبل للآخر بشكل كبير وبسعة صدر .

3- الذى يقوم بتشكيل ابنه كباحث علمى من الدرجة الأولى ، فيعوده أنه فى حالة الاستفسار عن شىء فى الدين مثلاً أن يذهبوا سويا إلى المكتبة للبحث فى كتب الدين على الإجابة السليمة لسؤاله ، أو الذهاب إلى رجل الدين للسؤال ، أو البحث على الإنترنت ولو تكرر هذا السلوك يوماً بعد يوم سوف يتربى هذا السلوك بداخله .

4- يشعرك بالطمأنينة ، فهو بئر الأمان لأنه طيب القلب ، وهو من يحميك من المخاطر .
5- هو من لا يعتمد على أسلوب التهديد المستمر ؛حتى لا يلتصق فى ذاكرة الطفل منظر الأب المهدد له ، فالتهديد هو واحد من أربع زوايا مربع الخطر فى العلاقة بين الوالدين وأبنائهم .
6- المربى الناجح هو الأب الحساس والذى يتمتع بجهاز استقبال قوى ، بالإضافة إلى ذكائه العاطفى العالى ، فهو يدرك سريعاً أن ابنه أو ابنته متأثر بموقف ما ، فهو يفهم ويدرك ذلك دون أن يتحدث الابن إليه ، فهو لا يجبره على التحدث معه فى شىء ، ويفهم ما بداخله من عيونه ، ويشعر بما يشعر به أبناؤه ويتألم لمن يصيبه منهم الألم ، ويمكن أن يلمح ما يرغبون فى قوله من نظرة العين .
7- هو من لا يظهر نظرات خيبة الأمل فى أداء أبنائه فى أى موقف ، فيقوم بالتركيز أكثر على الجوانب الإيجابية دون السلبية فهو لا يرى فى طفله إلا كل جميل .
8- الذى لا يتشاجر مع الأم أمام أطفاله ، لأن الشجار أمامهم يفقدهم الثقة بالنفس ويفقدهم الشعور بالأمان ، وهو أيضاً يعتمد فى أخذ قراراته على طرق موضوعية تماماً ، مراعياً أصول الشورى وأخذ الرأى ومراعاة وجهة نظر الآخر ، وكثيرا ما يلجأ للتصويت وينزل على رأى الأغلبية، حتى لو كان ضد رغبته الشخصية ، فهو بذلك يدرب الأبناء على احترام آراء بعضهم البعض .
9- هو المتطور دائما والمتجدد فى الفكر ، فلا يستطيع الابن أن يصنفه على أنه “موديل قديم” ، فعليه أن يتبع مقولة سيدنا على كرم الله وجهه” ربوا أولادكم على غير ما ربيتم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم” .
10- يتمتع بأفكار ومهارات فى مختلف الألعاب وحتى الألعاب التى لم يلعبها من قبل يبدع فى تناولها ويلعبها مع أبنائه .
11- هو من يدرب ابنه على التعامل مع مشاكل الحياة وقسوة المعاملات بها ،والمخاطر التى قد يواجهها ، ويعلمه الاعتماد على نفسه ، ويحاول أن يعلمهم فنون ومهارات الدفاع عن النفس .
12- هو من يخصص وقتا كافيا للحوار مع أبنائه ، ويكون الحديث معهم بفن وحرفية ويسمع قصصهم وشكواهم .
13- والثابت فى مواقفه أمام أطفاله ، فكلمته كالسيف ، لأنها لا تصدر إلا عن دراسة وتوقعات معقولة ، ولا يغيرها إلا فى حالات الطوارئ ، وفى حالة الخطأ يعترف بهذا أمام أبنائه بدون خجل ، ونضيف إلى هذا الوفاء بالوعد .
14- وهو من يجيب عن كل الأسئلة التى توجه إليه بالصراحة الممكنة والمناسبة كما ونوعا ، فهدفه هو مصارحة الطفل بالمعلومات المفيدة ، ولكنه ليس مباشرا فى إجاباته ليعود طفله على سلوك الاستيضاح والاستفهام .
وأهم صفة يجب أن تكون في المربى وهى المراقبة لألعاب طفله ولسلوكه ، ولردود أفعاله فى المواقف المختلفة، فهو لا يعتبر اللعب فقط فرصة للمرح، بل لدراسة شخصية الأبناء.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 4543 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.