السبت , 4 مايو 2024

همسات نفسية: فخ الصديق المهتم..بالزوجة!

= 3390

 

بقلم: عادل عبد الستار

اتصلت بى إحدى السيدات و هى بين الانزعاج و الانبساط .. تسأل عن إحساس داخلها مُزج بين الانزعاج والانبساط فى نفس الوقت .. نتيجة تقرب أحد زملائها فى العمل منها .. والاهتمام بها رغم معرفته إنها سيدة متزوجة .. وكان سؤالها تحديداً .. إنها و رغم رفضها من داخلها لهذا الاهتمام الا إنها لم تحاول منعه و تشعر من اعماقها بشئ من الانبساط فماذا أفعل؟

و من هنا جاءت فكرة المقال و عنوانه … و أقول:

أن معرفة أو صداقة المرأه المتزوجة لشخص غير زوجها إنما هو “فخ خطير” وقعت فيه سواء بحسن نية او سوء نية فهو فى الحالتين فخ خطير و كارثة حقيقية.

والسؤال الآن لماذا تلك الصداقه فخ خطير و كارثة حقيقية؟

و كى نٌجيب على هذا السؤال لابد اولا أن نوضح لماذا تسعى المرأة المتزوجة لصداقة رجل غريب؟

١… الانتقام من الزوج: هناك فئة من النساء تتعامل مع الزوج بمنطق ‘الند’ وبالمثل، فان اخلص أخلصت وان صادق صادقت، بمعنى أنها تتعامل معه انطلاقا من نوع تعامله معهاِ … و حين تشم رائحة خيانة من الزوج تشعر بالإحباط والانكسار والإهانة، ومن باب الانتقام منه تتسرع في مصادقة رجل آخر من ورائه لقهره ولتشعر أنها انتصرت لنفسها وبعض النساء يرين في مثل هذا التصرف ردا لكرامتهن وكبريائهنِ… دون أن تدرك إنه ابداً لا يُعالج خطأ بخطأ ..فحتى اذا سلك الزوج هذا الطريق استحلفكم بالله هل يكون العلاج والحل بتلك الطريقة المُهينة لها و لكرامتها و شرفها بل سيصل الامر ايضا وسيمس ابنائها .. كل هذا فضلا عن معصيتها للخالق عزوجل.

٢… بعض النساء يقمن صداقة مع الرجال ليشعرن انهن مازلن مرغوبات من الآخرين بعد تجاوز مرحلة الشباب ومرور أعوام على زواجهن يشعر بعض النساء بفتور العلاقة بينهن وبين أزواجهن وبأنهن لم يعدن مرغوبات من شريك حياتهن، خصوصا إذا أهمل الزوج مشاعر زوجته ولم يعد يسمعها كلمات الحب والعزل … فتجد فى هذا الصديق ما يٌشبع عندها هذا الجانب .. دون أن تدرى أن مثل هذا التصرف سيزيد الفجوة بينها و بين الزوج و ربما وصل الامر للنفور و الرفض للزوج و مرة اخرى اقول .. ماذا لو أن احد أبنائها علم بتلك العلاقة .. ماذا ستقول له .. و كيف تبرر هذا .. و ماذا لو أن بنتها علمت هذا وقالت انا ايضا افعل مثل ماما .. ماذا سيكون رد فعل الأم حينها؟!

٣… هناك شريحة اخرى من النساء يصادقن رجالا تكون حجتهن في ذلك انهن يرغبن في استشارة آخرين في أي أمر من أمور حياتهن، وهذه حجة واهية لأن المرأة اليوم باتت تشير ولا تستشيرِ وان كان لا بد من الاستشارة فإنه من باب أولى أن تستشير زوجها، وان كان سيئا، أو أمها أو أباهاِ وان اعتبرت آراءهم غير مجدية لها، فهناك متخصصون في الاستشارات النفسية والاجتماعية، يستطيعون تقديم فائدة حقيقية لهاِ.. و انا أندهش حقاً كيف تأمن امرأه أن تخرج كل اسرار بيتها لرجل غريب بحجة انه صديق .. وعمرى ما شوفت حاجة وحشة منه .. ودايما بيهتم بى وبينصحنى .. و اقول لها: سيدتى للمرة المليون اقول لك .. نحن فى مجتمع شرقى يؤمن فيه الرجال بما تربوا عليه .. فهم لا يؤمنوا بصداقة بين الرجل و المرأة .. فما بالك لو أن المرأة هذه متزوجة!! .. ثم أسألك بالله كيف شعورك و أنت تتحدثين مع رجل غير زوجك ؟!! .. ألم تشعرى بشئ من الحقارة و الخسة وخيانه العهد .. طبعا كل دا فضلا عن خيانتك لله عزوجل.

أيها السادة … هذه بعض الحجج و المُبررات غير المقبولة حتى من الرؤية النفسية … لذلك اقول .. أن الصداقة بين اثنين لا تربطهما علاقة شرعية مرفوضة حتى ان حسنت النوايا، ليس فقط لان هذه الفكرة لا يتقبلها المجتمعِ .. إنما أيضا لانها تهدم البيوت دون أن تشعر المرأة .. فيكفى أن مشاعرك تستهلك فى الخارج .. يكفى أنك و دون أن تدرى تبدئى فى عمل مقارنة بين ما تريه فى الخارج و ما يحدث معك فى داخل البيت … ثم هناك كارثة اخرى و هى أن هذه الصداقه من الوارد جدا أن تتحول إلى علاقة حب، والخطورة هنا أن تقاربهما في المشاعر والأفكار، سيدفعهما إلى التقارب جسديا أيضا، إذ لا يمكن تجاهل قوة الغريزةِ والشهوة..

و الحل الآن هو:

أولا … عليك أن تنهى تلك العلاقة فورا ودون تفكير .. لانه علينا أن نتخلص من الورم السرطانى هذا قبل أن نبدأ فى العلاج.
ثانياً … عليك أن تصلحى مفاهيمك .. فلا تٌعالجى خيانة الزوج بخيانة مماثلة .. و لا توهمى نفسك بأن هناك صداقة بريئة … ولا تضعى نفسك فى مواضع الشبهات .. ولا تجعلى من مشكلة مؤقتة تمرين بها جسرا يعبر فوقه لك كل من قال لك كلمتين حلوين!
ثالثاً … عليك أن تجلسى فى زوجك وتصارحيه بكل ما يزعجك .. وأجعلى كلامك مباشرا ودون تجريح طبعا .. الى أن تصلى معه لحل يرضيك.

و أخيراً أقول: الزوجة التي لا يعجبها زوجها من الأفضل لها طلب الطلاق والانفصال على أن تستمر في علاقة مرفوضة بكل المقاييس، لأن مثل هذه الصداقة تهدم العلاقة الزوجيةِ إذ إن الثقة بين الزوجين تنعدم حينها ويصبح كل منهما خائنا لشريكهِ، وإذا كانت المرأة ترى أن هناك رجالا ينظرون إليها على أنها صديقة فهي مخطئة، لأن الرجل وان استطاع أن يخدعها في البداية ويمثل عليها دور الصديق المخلص، فإنه في الوقت نفسه يخطط لمآرب أكبر وعلاقة أعمق، لتكتشف بعد ذلك أن صداقته لم تكن أبدا شريفة كما كانت تعتقد.

حفظ الله نسائنا و بيوتنا … حفظ الله مصر ..ارضاً و شعباً و جيشاً و ازهراً.

—————————————

  •  ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 13617 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.