حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عندما تجلسين أمام أولادك ويظهر من لسانك كل الكره لأهل زوجك وتتفنين في الإستئثار بزوجك وتحاولين بشتى الطرق التفريق بينه وبين إخوته وحتى بين والديه وقد تنجحين وتصلين إلى هدفك لكن لا تنسى أن أولادك يراقبون وكل ما تفعلينه سيؤثر فى سلوكهم وأول الخاسرين هو انت..
وعندما تتعامل مع زوجتك بكل أنانيه فتحاول بشتى الطرق أن تبعدها عن أهلها فلا تسمح لها بزيارتهم ولا بودهم ولا ببرهم وتبرر ذلك بأنه حق من حقوقك ولك ان تمنعها كيفما شئت وطاعتك أولى من طاعتهم وتسعى للوقيعة بينها وبين أهلها وقد تنجح..فلاتحزن إن وجدت ابنتك وأولادك يؤثرون أزواجهم عليك فهذا نفس السلاح الذى تمسكت به يوما وكما تدين تدان..
عندما يرى أولادكم بأعينهم عقوقكم بآبائكم وأمهاتهم ومشاحناتكم مع إخوانكم وتتنحوا جانبا عن أهلكم فلا تزاور ولا تراحم .. وتأخذوا حقكم في كل المواقف فلا تغافل عن الزلات ولا سماح في الهفوات ولا تنازل لكي تسير المركب فأنتم في النهاية تصنعون “قاطع رحم” وسوف تجدون أولادكم لا يحبون أعمامهم ويكرهون أخوالهم ويهربون من كل اجتماع للعائله ولا يسمعون لكبير ولا يعتبرون بمشورة..
وعندما يكبرون ستجدوا أولادكم يقاطعون بعضهم البعض تطبيقا لما نشأوا عليه فى الصغر فلا يغفرون لبعضهم زله ولا يسامحون فى هفوه.. ولا يضعوا اعتبارا لرابط أسرى لأنهم لم ينشأوا عليه ولم يعرفوا معنى هذه الكلمة وستحصدون نارا انتم موقودوها..
عندما ينشأ أولادنا فى منازل فيها عقوق آباء وأمهات.. وتخاصم بين الإخوان والأخوات فلاتعجب من عقوقهم مهما بذلت لهم من أموال وحنان ولا تعجبوا من شتاتهم وتفضيلهم زوجاتهم وأبنائهم على آبائهم وأمهاتهم واخوانهم فلا تنسوا قول الله عزوجل (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم ) سورة محمد.
مهما كانت خلافاتكم مع أهلكم فيجب علينا أن لا ندخل أولادنا فى هذه الخلافات وألا نريهم إلا صلاتنا القوية.
ويجب علينا أن نبذل بعض المجهود لإدامة الود والصلة وأن تساعد الزوجة زوجها على بر أهله وأن يساعد الزوج زوجته على بر أهلها.. فالدراسات النفسية تثبت أن الأطفال الذين ينشأون فى ظل العائلة الكبيرة من أب وأم وجد وجدة وأعمام وأخوال يكونوا أسوياء فى المستقبل..
يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)..ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه).
ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه) حديث البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي ﷺ قال: الخالة بمنزلة الأم. رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
فاحذر مماتزرع لأنه نفس ما ستحصده.
