بقلم الشيخ: محمد راتب النابلسي
أيها الأخوة الأكارم ، سؤال دقيق ، الرزق مضمون ومقسوم ، هل يزداد الرزق وينقص ؟ إن كان يزداد وينقص فما هي عوامل ازدياده ؟ وما هي عوامل نقصانه؟
من الثابت أن الرزق مضمون ، لقوله تعالى :
﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾
[سورة الذاريات: 23]
﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾
[سورة الذاريات: 22]
الرزق مضمون ، ولكنه مقسوم ، ومعنى أنه مقسوم يزداد وينقص .
وفيما يلي نذكر أهم عوامل ازدياد الرزق :
1 ـ الاستقامة :
الاستقامة سبب في زيادة الرزق، وفي القرآن الكريم آيات دقيقة تؤكد أنه يزداد لقوله تعالى :
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾
[ سورة الجن: 16-17 ]
إذاً يزداد ، ما عوامل ازدياده ؟ أيها الأخوة الأكارم ، أول عامل من عوامل ازدياد الرزق كما نطق به القرآن الكريم هو الاستقامة، فمن استقام على أمر الله يستحق وعد الله القطعي في آيتين اثنتين ، بل في ثلاث آيات في القرآن الكريم .
الآية الأولى :
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾
[ سورة الجن: 16]
الآية الثانية :
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾
[سورة الأعراف:96]
الآية الثالثة :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾
[سورة نوح: 10-14]
أيها الأخوة الأكارم ، الاستقامة على أمر الله سبب ثابت في نص القرآن الكريم لازدياد الرزق . وليس معنى هذا أنه بمجرد أن تستقيم يسقط عليك من السماء سبائك الذهب ، هذا فهم ساذج ، الله جل جلاله لابد من أن يمتحنك ، ولكن في الوقت المناسب يأتي الرزق المناسب ، والعاقبة للمتقين .