السبت , 4 مايو 2024

إرهاب كورونا بين يقين العلم ‎وإلهاء الشعوب عن فشل المواجهة

= 1850

‎بقلم: سارة السهيل

‎يعيش فيروس كورونا المستجد في معظم دول وقارات العالم بوصفه وحشا كاسرا أغلق الحدود والمطارات والفنادق ودور العبادة والمصانع والمدارس والنوادي والملاهي، وحصد ارواح الابرياء وخلف ورائه اليتامي، وزلزل اقتصاديات الدول الكبرى فما بالك بدول العالم النامي.

‎هذا الوحش الارهابي، خلق من الفزع والرعب في النفوس البشرية ما لم تخلقه الحرب العالمية الأولى والثانية، ليس فقط بسبب تنامي عددالموتى في العالم المتقدم بصفة خاصة، وتنامي عدد الاصابات في ربوع الكرة الارضية وما استلزمه من اجراءات العزل والحجر الصحي للمدن والقرى ، ولكن أيضا انتشار الشائعات والاراء العلمية المتناقضة والفرضيات والتنبؤات المتشائمة، كالخوف من عدم مقدرة العلم الحديث في ايجاد علاج ناجع له الا في نهاية العام الجاري، رغم وجود بعض العقاقير المستخدمة لعلاج امراض الملاريا والايدز وغيرها ثبتت بعض فاعلياتها في علاج الكثير من حالات كورونا.

‎ومما يزيد الذعر في النفوس البشرية ما ذهب اليه بعض العلماء من أن الفيروس قد لا يتلاشى حتى في الطقس الدافئ وحذروا من تعليق الآمال على احتمالات تراجع حالات الإصابة بالوباء في فصل الصيف استنادا الى انه لا يزال جديدا ولا توجد أية أدلة تؤكد أنه يتأثر بالتغيرات المناخية الموسمية.

‎في حين ان علماء أخرين ومنهم البروفيسور محمد ساجدي، أستاذ علم الفيروسات في جامعة ميريلاند يؤكدون أن الفيروس يجد صعوبة في الانتشار في الطقس الدافئ، كذلك العلماء في جامعتي بايهانغ وتسينغوا في الصين، درسوا كيفية انتقال الفيروس وانتشاره في مئة مدينة صينية وتوصلوا إلى أن درجات الحرارة المرتفعة والارتفاع النسبي في نسبة الرطوبة يحدان من انتشار فيروس كورونا.

‎بالله عليكم نصدق مين ؟

‎وبينما تنتظر البشرية أملا يخرجها من ظلمات اليأس والارهابي الكوروني، فان حرب الاقاويل والمؤمرات والفرضيات قد أطلقت سهامها لتدخلنا جميعا في دوامات لاتنتهي الا بمزيد من الخوف والهلع واهتزاز الثقة بالعلم، ربما بهدف الهاء الناس عن فشل الحكومات بالدول العظمى في مواجهة فايروس كورونا وتقاعسها في السنوات الماضية عن تطوير أنظمتها الصحية ودعمها لصحة الانسان وليس لصالح السلاح والمال.

‎فطوال الشهرين الجاريين تدافعت العديد من التأويلات لفايروس كورونا فمنهم من ذهب الى اعتباره مؤامرة ضد الانسان والطبيعة وانه خرج من مختبر بيولوجي صيني. وزعم البعض الاخر بأن كورونا فيروس جرى تطويره باستخدام الهندسة الجينية في مختبرات متخصصة مؤامرة لإحداث تدمير اقتصادي لجهات معيَّنة، أو مؤامرة لإعادة هندسة التركيبة السكانية في العالم، بينما برر البعض اطلاقه مطورا تحقيقا لمكاسب اقتصادية ضخمة لشركات الادوية وبيعها اللقاحات المضادة لهذا الفيروس.

‎لكننا اذا ما احتكم للعلم لوجدنا ان 27 عالمًا ينتمون لتسع دول ليس من بينها الصين قد نشروا في فبراير الماضي بيانًا مشتركًا في دورية ” ذا لانسيت” الطبية أعربوا فيه عن قلقهم إزاء الشائعات والخرافات المنتشرة حول أصل فايروس كورونا الجديد وأكدوا أن العلماء الذين درسوا الفايروس، استنتجوا بأغلبية ساحقة أن هذا الفايروس التاجي نشأ في الحياة البرية بشكل طبيعي تمامًا كما هو حال العديد من الفايروسات التي أصابت البشر في العقود الأخيرة.

‎أخيرًا، فإنني ادعو شعوب العالم الى الثقة في رحمة الله تعالى في ان ينقذ الشعوب من ارهاب كورونا ومن تأويلات والافتراضات المتناقضة في الاراء والمؤامرات المتباينة التي أنهكت عقولنا واوراحنا بشأنه، وان نحتكم للعلم الذي يغرس الامل في الشفاء والنجاه، ولندع حروب كورونا بين عالم الكبار جانبا لاننا لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11516 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.