حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
علياء شاكر
كم من مولود فقد حياته في الحضانات، وكم من أم وأب ضاع أملهم في سماع كلمة ماما وبابا بسبب الحضانات، فالأم التي تضطر لوضع رضيعها في الحضانة تظن إنها أدخلته المكان المناسب الذي يفترض أن يكون كالرحم ليكتمل نمو الطفل، و لكنه في الغالب سيخرج جثة هامدة أو يصاب بامراض و إعاقات تؤدي لإنهاء حياته لاحقا.
عن هذا الموضوع الخطير، تقول د. لبنى إبراهيم أخصائية أمراض نفسية وتنمية مهارات ذوي الإحتياجات الخاصة، بأن معظم الإعاقات التي يصاب بها الأطفال سببها الرئيسي تواجدهم بالحضانات لنظرا للأهمال وعدم تواجد رعاية من قبل الممرضات.
وقالت إنه من المفترض تواجد ممرضة لدى كل طفل بالحضانة ولكن هذا لا يحدث ذلك. وتطرقت إلى بعض الحالات التى عالجتها، فهناك طفل ولد قبل موعده الطبيعي بثلاثة أشهر، و لكي يكتمل نموه وضع في حضانة لوصول الأكسجين إلى المخ وباقي أجزاء الجسم، و لكن ما حدث عكس ذلك، فنتيجة للإهمال وعدم وجود "ممرضة" لرعاية هذا الطفل لم يصل الأكسجين للجسم بانتظام، فأدى لاصابتة بمرض "cp" أو ما يعرف بـ"الشلل الدماغي" وهو ما ينتج عن إصابة بعض خلايا المخ بالتدمير.
وأوضحت أن بين أسباب إدخال الأطفال إلى "الحضانات" استخدام الأم دواء خطأ أثناء الحمل، وكذلك نتيجة عدم إكتمال رئة الجنين فيتم إيداعه الحضانة عقب الولادة.
وتروي حكاية أخرى، لطفلة من أسرة فقيرة عمرها أيام، كانت تحتاج لنقل دم فطلبت من المستشفى – وهو مستشفى حكومي – أن يجلب لها "اكياس دم بنفس الفصيلة" من قبل مستشفى حكومي أخرى، و لكن لم يعط المستشفى لوالد الطفلة أي ورقة أو تصريح بأن يأخذ تلك الأكياس من المستشفى الآخر، وكانت النتيجة أنه لم يحصل على أكياس الدم المطلوبة وظل حائرا بين المستشفيين، حتى أصيبت الطفلة بشلل دماغي تخشبي أي إنها لا تستطيع إرخاء عضلات جسمها تماما.
وحالة ثالثة أصيبت بالعمى نتيجة وضعها في حضانة مرتفعة الحرارة عن المعدل الطبيعي، فالتهب عصب العين، أو بمعنى أوضح أدى إلى تدمير الشبكية.
وأوضحت د. لبنى: إن هناك حالات ولادة تجرى عن طريق ما يعرف بـ"شفاط الولادة الطبيعية" لاستخراج الطفل من بطن أمه، ولكنها تتم في معظم الحالات بطريقة غير صحيحة، فتؤدي لعدم إكتمال نمو الطفل في المركز العصبي مما يعرضه أيضا للإصابة بالشلل الدماغي.
وأكدت أن هذا الإهمال لا يحدث فقط في المستشفيات الحكومية، ولكن في المستشفيات الخاصة أيضا هناك من الإهمال وعدم الرعاية و قلة الضمير ما يندى له الجبين.
