حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف..
بعد مقالتين متتاليتين شكوت اليك في الاولي من اخطاء وخطايا هيئة الاوقاف المصرية في مشروع مدينة الصحفيين بالقاهرة الجديدة.. و في المقالة الثانية عددت بعض المخالفات والتجاوزات المالية والادارية بالوزارة والتي تصل إلي حد الفساد.. وفي الحقيقة أنني كنت أنتظر منكم ردا أو تعقيبا أو حتي نفيا للوقائع الخطيرة التي سردتها، ولكني لم أسمع إلا صوت الصمت!! صمت عجيب كصمت القبور!!
لم يدهشني بقدر ما أكد لي صدق كل حرف ذكرته عن تجاوزات هيئة وزارتك الموقرة ومخالفات مرءوسيك الموثقة فأنت لم تجد ما تقوله!
وما علمته انك لا تتجاهل الإعلام فقط.. وانما تتجاهل آلاف المظالم والمشكلات التي يستنجد أصحابها بك!!
يا معالي الوزير..
ان كنت تري انك أو مسئولي وزارتك أعلي شأنا وأكبر من أن تتنازلوا لتردوا علي مظالم المواطنين فعليك أن تتعلم من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما قال: «لو الناس عاوزين امشي هامشي من غير حتي ما تنزلوا».. وقد قالها الرئيس وهو البطل الذي أتت به الجماهير محمولا علي الأعناق برغبتهم وإرادتهم ،إلا أنه قال هذه الكلمات احتراما و تقديرا لمشاعر المواطنين ورغبتهم وارادتهم.
ولكني يا معالي الوزير أستطيع ان اؤكد لك انك بتجاهلك لما يكتب انتقادا للفساد في وزارتك قد اخترت الخيار الخاطئ تماما ،وأن صمتك عليها يغري أي فاسد للاستمرار في فساده، و كان من الأكرم لك أن تعلن أنك تبحث فيها أو أنك ستحيل المسئولين عنها للتحقيق، أو حتي «اعمل نفسك متفاجئ ومصدوم» من الكلام وصرح إنك هتشوف ايه الحكاية زي المسئولين ما بيقولوا!! ولكن أن تتجاهل.. وتتجاهل!!
فتجاهل كما شئت!!، ﻷنه فات علي معاليك، أن هناك جهات رقابية قد قرأت ولم ولن تتجاهل ما قرأته.. وستبحث وتفحص وتمحص.. ولنا في الماضي القريب أسوة حسنة، فأعلي المناصب في الدولة لم يكونوا بمنأي عن الحساب حتي وهم يتمتعون بسلطات مراكزهم الحكومية الرفيعة.
وقبل أن تقدح زناد فكرك أؤكد لك أنني أتحدث بلسان الواثقة من أمانة ومهارة الجهات الرقابية وحرفيتها في تتبع أي بوادر فساد تتحرك داخل دواوين الحكومة.
معالي وزير الأوقاف..
هذا رهاني… فالجهات الرقابية ستكون هي المنصف.. وحامي الحمي ممن ظن نفسه ذا سلطة مطلقة.. يطلق يد مرءوسيه ليهدروا أموال الشعب أو ينهبوا منها.. تاركا الناس تتظلم وتشكو حتي تموت بغيظها.
———–
daliagamal2020@yahoo.com
