السبت , 20 أبريل 2024

عن معاملة الزوجات..اسألوا أنفسكم أولا !

= 827

 

Eman Dewdar
بقلم: د. إيمان دويدار
استشارى الصحة النفسية

 

جاءت صديقة تشكو لى من معاملة زوجها لها  واهماله لواجباته الزوجية  فيما يخص اولاده الذين ما يزالوا صغارا لم يتخطوا مرحلة التعليم الأساسى  ،  ولما لا فهو يذهب  الى عمله اليومى فقط  وعند عودته لمنزل الزوجية لتناول وجبة الغداء وأثناء ذلك لا يترك شيئا إلا وينتقدها متهمها بالاهمال فى حق بيتها لأنه ليس نظيفا بما يكفى لأنه وجد قليلا من الأتربة على سطح مكتبه ، إضافة إلى أن أطفالها لا تجيد تربيتهم جيدا فلم تعلمهم وتقوم بتوجيههم الا ويرتفع صوتهم لأن فى ذلك إساءة أدب منهم ..
فماذا سيقول عنهم أعمامهم، اننى أب لا يعرف كيف يربى اولاده بالأسلوب السليم  ( ألا تبالين بكيف يكون شكلى أمامهم وانا الذى أوفر لهم كافة احتياجاتهم من ملابس ورحلات ترفيهية وملء الثلاجة من اللحم إلى الجبن والزيتون  .. واستكملت تشكو لى قائلة  : ناهيك عن نقده لى دائما  فى كل شئ من ناحية المظهر الشخصى من ملابس وميك آب ونظافتى الشخصية التى يحتاجها كزوج ويظل يعدد لى فى محاسن الأخريات من زميلاته فى عمله وكيف يهتمون بمظهرهن وشكلهن على أكمل وجه  ، بل وصلت درجة نقده لى إلى أظافر يدى بقوله  (زوجها) لماذا لا تذهبين إلى الكوافير علشان تعملى باديكير لتجعليهم أكثر أناقة مثل زميلتى فلانه..
 
وبينما إبحث داخل عقلى على ما أقوله لها فربما اهدىء من ثورتها وارفع من روحها المعنوية التى كاد زوجها أن يقضى عليها بنقده المستمر  لها، وجدتها سكتت وبدأت  دموعها تنهمر على خديها ملات طرحتها التى أنقسمت للونين الأول لونها الزيتى الطبيعى واللون الآخر وهو اللون الزيتى الغامق حين اختلط لون الطرحة بدموعها  ،  وليت الأمر توقف عند اختلاط لون الطرحة بدموعها ولكنها بكت بشكل هستيرى لم اعتاده منها  ، ولما لا فهى التى كانت تدعونى للتفاؤل والحب والحياة  …

وما كان منى أن حرصت على تهدئتها واخذتها معى لكى تغسل وجهها وتجفف دموعها  ووجدتنى ادعوها واوصيها بالتفاؤل واذكرها اننى التى طالما آتى اليكى لكى تشعرينى بالتفاؤل والأمل والحب والحياة   ، ووجدت ضرورة أن اشعرها بقوتها كإنسانة جميلة وكأم لا مثيل لها  ، ولما لا فهى تستحق جائزة الأم المثالية من نفسها وهذا يكفيها ، ووجدتنى اقول لها  : احكي لى عملتى ايه مع أولادك النهاردة  فقالت لى "وقد نسيت حالتها التى كانت عليها منذ بضع دقائق " ذهبت مع ابنتى للمدرسة وحرصت ونحن فى طريقنا على مراجعة كل ما تم مراجعتى معها فى مادة "الساينس" علشان عندها امتحانات "الميد تيرم" وذكرتها بكل ما يمكن أن يأتى لها فى الامتحان من توقعات  … ثم عدت إلى المنزل وانا فى طريقى توقفت لدى ماركت بجوارنا لكى اشترى ما نحتاجه كاسرة منه  ، ثم توقفت مره ثانية لدى محل الخضارواشتريت ما يلزمنا خضار وفواكة علشان زوجى واولادى  …بعدها صعدت السلم للوصول لشقتنا ولما لا فالمصعد كان يحتاج لإجراءات صيانة  … وقمت بتحضير وجبة الغذاء   …. لكى أكون مستعدة لاستقبال اطفالى وزوجى  لاقدم لهم ما أعدته بحب  …!

انصرفت.. وقد كتبت بداخلى هذه الكلمات لكى اهمس بها فى أذن كل الأزواج على شاكلة هذا الزوج  وأقول لهم أسالوا أنفسكم أولا قبل أن تطيع شيطانك فى نقدك لزوجتك التى تتحمل الكثير من أجلك ومن الحفاظ على بيتك واولادك … والسؤال هل تستطيع أيها الزوج أن تقوم بما تقوم به زوجتك من جهد خارق لا تستطيعه انت أو غير ك ، وإذا كنت قادرا على فعل ما تفعله زوجتك من مهام  فلماذا لا تعينها وتتقاسم عناءه معها لكى تشعرها بالرضا وترسم على وجهها ابتسامة جميلة تستطيعون بها تكملة حياتكما معا بدلا من دموعها التى سوف تدفع ضريبتها من قلبها وانتقاص رضاها عنك .. وتوصلها إلى لسان حالها الذى يقول  …. آهى عيشه والسلام … !

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1129 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.