كشفت وثائق بريطانية أن اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات قبل 40 عاما حال دون حدث فريد في تاريخ مصر الحديث. وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» التي نشرت التقرير، كان السادات ينوي التنازل بإرادته عن الرئاسة.
وقُتل السادات، وسط وزرائه وقادة الجيش، خلال عرض عسكري سنوي عام 1981.
وكان السادات قد تحدث مرارا، في الشهور السابقة على الحادث، عن رغبته في التقاعد، غير أن حديثه لم يُكن يؤخذ، سياسيا وشعبيا، على محمل الجد. وفي تقرير مفصل بعث به إلى حكومته بعد 23 يوما من الاغتيال، قال مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة حينذاك، إن السادات كان جادا في كلامه عن التنحي. وتوقع السفير أن يكون ذلك يوم استرداد مصر الجزء الباقي من سيناء من إسرائيل في 25 أبريل عام 1982، أي بعد حوالي 7 شهور من الاغتيال.
وقال السفير «أعتقد أنه ربما كان في ذهنه فعلا أن يتقاعد في ذلك التاريخ الرمزي». وأضاف «إن كان قد قُدر له أن يفعل ذلك، لكان الشعور الشعبي تجاهه أعظم بكثير مما كان». وتوقع السفير البريطاني أنه لو كان قد أتيحت للسادات فرصة تحقيق رغبته في التنحي بعد استعادة سيناء، فإن شعبيته كانت سترتفع بشكل هائل.
وسرد تقرير وير، الذي جاء في 19 صفحة، بعض تفاصيل مشهد الاغتيال. وقال إن إحدى القنبلتين الارتجاجيتين اللتين ألقاهما أحد المهاجمين أصابت وجه أبو غزالة لكنها لم تنفجر.
وتكشف الوثائق عن أن المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع حينها، قد ضلل الأميركيين بشأن مصير السادات بعد حادث المنصة الشهير.
وقال مايكل وير، إن أبو غزالة اتصل من مكتبه، بعد الحادث، بالسفير الأمريكي «ليبلغه بأن الرئيس أصيب إصابات طفيفة فقط وأن ثلاثة من القتلة قبض عليهم وقتل ثلاثة».
وأضاف أن قائد سلاح البحرية ( الفريق بحري محمد علي محمد أمين) «تحلى بشجاعة استثنائية إذ ألقى بالكراسي على المهاجمين». وفيما يتعلق برد حراس السادات الشخصيين الذين قال السفير إنهم كانوا جميعا خلف المنصة وبجانبها، فقد «شاركوا في الرد بلا فائدة بمسدساتهم» على المهاجمين.
ووفق رواية السفير البريطاني الأسبق بمصر، استفز هذا الرد واحدا أو أكثر من المهاجمين فأطلقوا نيران بنادقهم على منصة الدبلوماسيين التي كانت قريبة من المنصة الرئيسية. وأدى هذا فيما يبدو إلى مقتل عضو بالوفد العماني وآخر بالوفد الصيني.
وكانت شبكة «سي بي إس» الأمبركية هي أول جهة تعلن وفاة الرئيس المصري، نقلا عن مصادر في مستشفى المعادي العسكري الذي نُقل إليه السادات بعد الهجوم.
المصدر – الإمارات اليوم