حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: عائشة بنت محمد العلوي *
يشكر الوالدان بأن لهما ولدا سليما طبيعيا، كسائر أقرانه في الحي ،وأقول لكم الحقيقة ، أول ما استلمت العمل في مركز البهجة للتأهيل ،سلطنة عمان ، محافظة جنوب الشرقية ، ولاية صور أحاول أن أنسجم مع زملائي وزميلاتي أولا ومن ثم مع أطفال المركز الملهمون، شيئا فشيئا ،تعلمت أن البراءة الحقيقية هي أن تفهم شعور أطفال ذوي الإعاقة وأن تلامس روحهم وأن تكون قادرا على الإحساس بمزاجيتهم وعصبيتهم وصراخهم وحتى فرحهم أحيانا.
وتعلمت كذلك أن أطفال طيف التوحد يملكون قدرات ومهارات ومميزات كثيرة وقد تكون مميزات أفضل من الطفل الطبيعي ، وتعلمت أن أطفال داون، بسمة فرح جميلة تراهم ينشرون الفرح ويدخلون القلب بسرعة وبلا استئذان.
وحينما أرى طفل توحد أو طفل داون أو أطفال ذوي الإعاقة عموما، أن لا أنظر اليهم بنظرة الشفقة أو خوف، لأنهم أطفال مبدعون، ملهمون، لكنهم يحتاجون أن يتفهمهم المجتمع.
ويحتاج طفل طيف التوحد الى الحب والحنان من قبل أمه وأبيه ومن في البيت قبل أن يحبه المجتمع.
رسالة أوجهها لأولياء الأمور الذين لديهم طفل توحد والله إنني أعلم أنه أمر صعب ، يحتاج إلى الصبر وجهد متواصل، ولكن تذكر ، اختاركما الله تعالى لتكونا أما وأبا لأطفال لديهم قدرات وقد يكون هذا الطفل طريقكما الى الجنة.
أحب طفلك.. احتويه.. أزرع الثقة فيه.. واكتشف مواهبه.. فأطفال التوحد مبدعون ، ملهمون ، وأصحاب همم ، وقادرون على أن يتركوا بصمة لهم في المجتمع… فقط يحتاجون لمن يحتويهم.
————–
* مديرة مركز البهجة للتأهيل – سلطنة عمان
