حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
يولد الانسان بقلب صافى يقبل على الحياة ويسعى لعمل الخير فيقدم يد العون والمساعدة و ما يملكه للاخرين الذى يحمل لهم الكثير من الحب والمشاعر الصادقة لا ينتظر منهم سوى الحب والمودة ولكنه يتفاجأ بما يراه بعد ذلك من نكران وإساءة وخيبة أمل ممن كان يعتقد أنهم أقرب الناس له
ما أشد هذه المواقف ايلما على الإنسان !
عندها تتحول المشاعر الصادقة إلى ندم وحسرة واجتناب للناس وحب للعزلة فتتغير الحياة وتبدو بلون مختلف ويصبح القلب ملئ بالاوجاع والندم ويقرر ا لا يتعاطف من الآن مع احد ومن هنا بدأت ظاهرة قطع الأرحام وتفكك الصداقات.
نكران الجميل صفة مذمومة يتنافى مع طبائع النفوس السوية فالنفس السوية تحب من أحسن إليها بل ان الإحسان يقلب مشاعرها العدوانية إلى موالاة حميمة إننا في حاجة إلى ان يقف كل منا وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر ليتأكد أنه فى علاقاته مع غيره يسير على الطريق السوى الذى يكون سببا في سعادته وطريق لارتقائه فى التعامل مع غيره فلا ينكر لهم حقا ولا يجحد لهم معروفا ولا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان.
ومن حسن أخلاق المسلم حفظ المعروف ورد الجميل وقد قال الله تعالى«وأحسن كما احسن الله إليك» « هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» وقد وجه النبى محمد صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل فقال «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعو له حتى تروا إنكم قد كافأتموه » فلن ينسى الرسول صلى الله عليه وسلم جميل عمه ابو طالب والسيدة خديجة عليه فكان يرد الجميل حتى إلى أصدقائهم.
ان اعتراف الانسان بفضل الغير لا ينقص من قدره ولا يحط من منزلة بل يعلى من قدره عند الله والناس.
ووصيتى للمحسن إخلاص النية لله تعال فإذا أحسنت فاجعله لله ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكور ، أحرص على اختيار الشخص المناسب الذى يستحق الإحسان واحذر من اللئيم.
من ينبغى رضا الله عز وجل لا يتوقف كثيرا امام تصرفات العباد شكروه أو جحدوه.
أزرع جميلا •• ولو فى غير موضعه
فلن يضيع جميلا •• أينما زرعا
إن الجميل •• وإن طال الزمان به
فليس يحصده الا الذى زرعا
لا تحزن أيها الكريم وتوكل على من خلقك ويعرف ما بداخلك.
